تُعدّ الأزياء لغةً صامتة في عالم الدبلوماسية، حيث تُضاهي أهميتها الأقوال والأفعال في الزيارات الرسمية، فكل قطعة ملابس تُصبح رسالة، وكل لون يحمل دلالة، وكل تصميم يُشير إلى تحالف أو احترام.
خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب إلى المملكة المتحدة، كانت "دبلوماسية الأزياء" حاضرة بقوة، لتلفت الأنظار إلى الرسائل الخفية التي تحملها كل إطلالة، وفقاً لتحليلات الخبراء وتقارير الموضة.
خزانة ميلانيا
لم تكن قبعات ميلانيا ترامب مجرد زينة؛ فبعد قبعتها البيضاء والزرقاء التي أثارت ضجة واسعة على الإنترنت في حفل تنصيب زوجها، اختارت السيدة الأولى في اليوم الأول من الزيارة الرسمية قبعة بنفسجية ذات حواف عريضة أخفت ملامحها، نسّقتها مع بدلة كلاسيكية من دار "ديور" الشهير.
تُشير منسقة الأزياء ماريان كوي إلى أن هذا الاختيار لم يكن صدفة، بل كان إشارةً لدعمها زوجها وأجندته، خاصةً وأن لون القبعة كان مطابقاً للون ربطة عنق ترامب.
وأضافت التقارير أن اختيارها للون البنفسجي، وهو مزيج من الأحمر والأزرق، يُعد رمزاً للوحدة بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، ويعكس رغبتها في تجاوز الانقسامات.
وفي إيماءة واضحة للدبلوماسية في اختيار الملابس، وصلت ميلانيا ترامب إلى الأراضي البريطانية مرتدية قطعة أيقونية بريطانية بامتياز: معطف "بربري" Trench coat بلونه العسلي.
قالت فانيسا فريدمان، ناقدة الموضة في صحيفة "نيويورك تايمز"، إن هذا الخيار يُعد مثالاً على الانخراط في "دبلوماسية الأزياء"، وهو أمر اعتادت عليه العديد من السيدات الأوائل.
هذا الاختيار أضاف بُعداً آخر للزيارة، حيث يُناقض رسالة ترامب حول "أمريكا أولاً" ويُقدم رسالة مرئية من الانفتاح والتقدير للثقافة البريطانية.
تنسيق دبلوماسي
لم تقتصر رسائل الأزياء على الجانب الأمريكي؛ فقد أرسلت العائلة المالكة البريطانية إشارات قوية تُترجم إلى رسائل ترحيب واضحة.
ارتدت الملكة كاميلا (78 عاماً) فستاناً أزرقاً ياقوتياً نابضاً بالحياة مع بروش من الياقوت، بينما اختارت كاثرين، أميرة ويلز (43 عاماً) فستاناً باللون العنابي مع بروش من الريش، وكانت ربطة عنق الأمير ويليام، أمير ويلز باللون العنابي أيضاً.
يُفسر الخبراء هذا التنسيق على أنه رسالة دبلوماسية واضحة، حيث تُشير الألوان الزرقاء والحمراء إلى ألوان العلم الأمريكي، في تأكيد على قوة العلاقة بين البلدين.
وكما قالت الخبيرة الملكية فيكتوريا مورفي: "إنها إشارة قوية على أن الأزياء يمكن أن تُرسل رسالة دبلوماسية قوية".
هذا التناغم في الألوان بين أفراد العائلتين الملكية والرئاسية لم يكن مجرد صدفة جمالية، بل كان بمثابة حوار صامت يؤكد على الروابط المشتركة بين البلدين، ويُبرز البروتوكول الملكي في استخدام المظهر لتعزيز العلاقات الدولية.
وفي خضم هذه الزيارة، أظهرت كل من ميلانيا ترامب والعائلة المالكة فهماً عميقاً للقوة الرمزية للأزياء، حيث تحولت كل قطعة ملابس إلى بيان سياسي أو رسالة ترحيب، مما يؤكد أن الدبلوماسية لا تقتصر على الاجتماعات الرسمية، بل تمتد إلى أدق التفاصيل في المظهر الخارجي.


