إذا سألت عن خوان رويج ألفونسو في عالم المال والأعمال، فسوف تأتيك الإجابة بأنه أغنى بقال في العالم، حيث بلغت ثروته الصافية حسب «فوربس» هذا العام 7.5 مليارات دولار، يمتلك سلسلة محلات «ميركادونا» التي ينافس بها محلات «كارفور» الفرنسية الشهيرة، ومساهم في نادي فالنسيا لكرة السلة.

ويتمتع دائماً بروح المغامرة، ولكن أهم ما ميزه هو إقدامه على خطوة غير مسبوقة على مستوى العالم في هذا المجال؛ وهي تقديم عقود عمل بدوام كامل لجميع موظفيه في سلسلة يبلغ طولها 1600 متجر، وينص عقد العمل على المشاركة في فوائد الشركة، والتدريب الدائم، والراتب الكامل خلال الإجازة المرضية، وإمكانية العمل بالقرب من المنزل، حتى أن راتب الموظف لديه يتجاوز راتب نظيره الحكومي في هذا القطاع، ووصف موظفوه في الدوريات المختصة بأنهم «مجموعة راضية ملتزمة بأهداف العمل».

التسعير التنافسي

وُلِد خوان رويج في 8 من أكتوبر 1949 في فالنسيا، لعائلة من أبوين يعملان في بيع اللحوم، وخمسة أشقاء آخرين. درس الاقتصاد ولكنه لم يكن طالباً متفوقاً.

بعد تخرجه بثماني سنوات، حصل على دراسات عليا في إدارة الأعمال بجامعة نافارا.

كان أبواه يملكان سلسلة محلات جزارة مكونة من 8 فروع في «لا بوبلا دي فارنالس»، إلى أن أقنعهما بتحويل نشاطهما إلى البقالة، وسمى سلسلة محلات العائلة باسم «ميركادونا»، ثم اشتراها منهما هو وزوجته وثلاثة من إخوته الخمسة في عام 1981، ثم اشترى معظم حصص إخوته بعد 10 أعوام، وحقق نجاحاً كبيراً في مجال البيع بالتجزئة، مستنداً إلى استراتيجية وصفت بأنها «محفوفة بالمخاطر» للتسعير التنافسي، معتمداً على الابتكارات التكنولوجية مثل ماسحات الباركود ومرافق التوزيع الآلية، وفي أواخر التسعينيات أقدم على خطوة غير مسبوقة في هذا المجال في إسبانيا؛ وهي تقديم عقود بدوام كامل لجميع الموظفين لديه، وكان ذلك من أسباب حصوله على «جائزة الأمير فيليبي للتميز في الأعمال» في عام 2010.

فلسفة خاصة

الملياردير الإسباني ذو الـ 75 عاماً كون شخصيته المستقلة في السوق العالمية، باتباع فلسفة تجارية خاصة في عالم ريادة الأعمال؛ هدفها استثمار الفوائد في التوسع، حيث نجح في جعل «ميركادونا» مرجعاً إلزامياً في قطاع التوزيع في إسبانيا، يلبي جميع احتياجات المستهلك من أغذية طازجة وجافة، ومنتجات صيدلية وعطور وأغذية حيوانات أليفة، متبعاً سياسة صارمة تقوم على شعار «الجودة يجب ألا تكون أكثر كلفة» مع الاهتمام الخاص بالموردين، وتطبيق سياسة الاتفاقيات طويلة الأجل، وتوفير الخدمات اللوجستية، عبر المنصات التي تملكها السلسلة في العديد من المدن الإسبانية الكبرى.

وتقوم فلسفة «ميركادونا» على خمسة أسس: الجودة الشاملة، والعامل، ومقدم الخدمة، والمجتمع، ورأس المال؛ مع الأخذ في الاعتبار في المقام الأول الاهتمام بالعميل؛ حتى أن «ميركادونا» أطلقت لقب «الرئيس» على عملائها، فالاهتمام الكبير بالمشتري عبر أكثر من 100 ألف موظف، ليس مجرد شعار، ولم تجعله يقوم فحسب على خدمة معلومات ممتازة، وصرافين أذكياء، بل يكمن السر في العلاقة بين سعر وجودة منتجات السلسلة، القائمة على استراتيجية الأسعار المنخفضة.

ومن المبادئ التي حرص عليها خوان رويج في عمله وكانت من أسباب نجاحه مبدأ الاهتمام بشباب رواد الأعمال بشكل خاص، وتقديم الدعم الكامل لهم، حيث أنشأ ما سماه «حلقة الابتكار» التي تهدف إلى دعم وتنمية أفكارهم.

الملياردير الخجول الصارم

يعرف رويج بأنه يفضل الملكية العائلية في الأعمال التجارية، بشرط أن يسهم كل واحد من أفراد الأسرة في العمل بشكل إيجابي، ولا يكون حجر عثرة في طريق المجموعة.

وقد وصف رويج بأنه خجول ولكنه قوي في الوقت نفسه وصريح وصارم، وقيل عنه «إذا تحدثت إليه ولم تستطع كسب ثقته سوف تجده شخصية باردة كالثلج».

كما أن هناك أقوالاً نسبت إليه صارت بمثابة الأمثال والحكم؛ ومنها «في إسبانيا علينا أن نأخذ عن الصينيين ثقافة العمل الجاد في أسواقهم» وأيضاً «ليس عليك أن تعمل في وظيفة تحبها، بل عليك أن تجعلها شيئاً تحبه».

اقرأ أيضاً:

نصيحة من ذهب.. كيف تحوّل مهاجر فقير إلى أول مليونير أمريكي؟

من القمة إلى الهاوية.. مليارديرات من الثراء الفاحش إلى الإفلاس

270 مليار دولار ثروة أغنى 10 مليارديرات في بريطانيا

إيلون ماسك بلا أقنعة.. أغرب 10 أسرار عن أغنى رجل في العالم

أخفى ثروته ووزّعها سراً.. كيف تخلى عن 8 مليارات دولار ومات فقيراً؟