« البيان »تفتح ملف تدخلات نظام الملالي في المنطقة والعالم (6)

سجل إيراني حافل بالإرهاب تجاه السعودية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

(لمشاهدة ملف "إرهاب إيران" pdf اضغط هنا)

منذ تسلم نظام ولاية الفقيه الحكم في إيران عام 1979 وحتى اليوم، ظلّت المملكة العربية السعودية تعاني من عمليات إرهابية ترعاها طهران تارة، وتشرف عليها تارة، وتوفّر لها الأسلحة والمتفجرات وتدريب المنفذين أو إيوائهم تارة أخرى.

وتنطلق طهران في تدخلاتها في الشؤون الداخلية للسعودية وبقية دول الخليج العربي، من سياسيتها القائمة على تصدير «ثورة الملالي»، خاصةً أن المادة 154 من الفصل العاشر الخاص بالسياسة الخارجية من دستور الجمهورية الإيرانية، كان صريحاً في رغبة النظام الإيراني بتأسيس حكومة عالمية، تشرع لها التدخّل في شؤون الدول، خاصة الخليجية منها، تحت مسمى دعم المستضعفين، على حد زعمها، رغم ما تمارسه من قتل وإرهاب لمكونات الشعب الإيراني، كما يحدث لعرب الأحواز والأكراد والبلوش الذين يعانون منذ عقود من ويلات قمع وإرهاب النظام.

وزارة الخارجية السعودية، وصفت في بيان رسمي، إيران، بأنها الدولة الأولى الراعية والداعمة للإرهاب في العالم، حيث أسست العديد من المنظمات الإرهابية في الداخل والخارج، وذكر البيان منها، حزب الله في لبنان، وحزب الله الحجاز، وعصائب أهل الحق في العراق، وغيرها الكثير، والعديد من المليشيات الطائفية في عدد من الدول، بما في ذلك الحوثيون في اليمن، وتمت إدانة تلك المنظمات من الأمم المتحدة، وفرضت عليها عقوبات دولية، بالإضافة إلى دعم وتواطؤ طهران مع منظمات إرهابية أخرى، مثل القاعدة، والتي آوت عدداً من قياداتها، ولا يزال عدد منها في إيران، حسب بيان الخارجية السعودية.

تصدير الثورة

ولأن نظام ولاية الفقيه اعتمد مبدأ «تصدير الثورة»، وترجمته نشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية والمبادئ الأخلاقية، فقد مرت العلاقات السعودية الإيرانية بمنعطفات وتحوّلات عدّة، فتارة تصل إلى حدة التأزم، وتارة يلوح بصيص أمل في التحسن والتطور.

وفي كتابه «نظام العالم»، الذي صدر العام الماضي قبيل «عاصفة الحزم»، والتحول الهائل في السياسة السعودية، وصف هنري كيسنغر وزير الخارجية الأميركي الأسبق والسياسي العتيد، الصراع بين البلدين، بأنه «صراع وجودي، يشمل استمرار المملكة، وشرعية الدولة، وبالتأكيد مستقبل الإسلام».

تاريخ حافل

وأكد محللون ومختصون سعوديون في الشأن الإيراني، أن تاريخ إيران حافل بالانتهاكات السافرة، في ما يتعلق بتدخّلاتها المرفوضة في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية، مؤكدين أن إيران هي الراعية الأولى للإرهاب في المنطقة.

وقال د. عبد الله بن عبد العزيز القرشي خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، إن السياسة الإيرانية تجاه السعودية وبقية دول الخليج العربي الأخرى، ترتكز على بعدين، أحدهما مذهبي «شيعي» والآخر قومي «فارسي»، مستخدمة في ذلك بعض السذج في الأوطان الخليجية، للخروج على سياسات بلدانهم وجرها لمستنقعات الفتنة والحروب الداخلية، لتحقيق أحلام المد الصفوي الذي أفشلته دول الخليج العربية.

وأضاف أن طهران أنشأت من أجل زعزعة الأمن السعودي، خلية أسمتها «حزب الله الحجاز» أو «حزب الله السعودي»، وهي منظمة سياسية، أسسها عدد من الشيعة المغرر بهم بدعم من إيران وسوريا وحزب الله اللبناني.

وقال القريشي إن السياسات الإيرانية تجاه السعودية وبقية دول مجلس التعاون، لا تزال تمثل تحدّياً مباشراً وغير مباشر للأمن القومي لهذه الدول، وخاصة في أعقاب توقيع الاتفاق النووي في يوليو2015 م، والذي اعتبرته إيران تعزيزاً لنفوذها الإقليمي عموماً، وتجاه دول مجلس التعاون على نحو خاص، الأمر الذي حدا بإيران للمزيد من التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون بشكل ممنهج.

الهيبة السعودية

واعتبر د. حسن صالح عسيري أستاذ العلاقات الدولية بجامعة المجمعة، أن إيران باتت تحسب ألف حساب لغضب وهيبة السعودية، التي أصبح بإمكانها أن تهز عرش ملالي طهران، فالمملكة التي تحمى المقدسات الإسلامية وتقود العالم العربي، تكتب الآن تاريخ المنطقة بلا منازع، ورغم أنها لا تتدخل في شؤون الآخرين، إلا أنها عندما شعرت بمساعي الحوثيين اتباع إيران للسيطرة على اليمن قلب العروبة وخاصرة المملكة، لم تتردد الرياض في الاستجابة لمطالب الحكومة الشرعية في اليمن للتدخل لإنقاذ البلاد من سطوة المليشيات الحوثية، فكان أن تجرع النظام الإيراني المر في اليمن على يد السعودية، التي تقود التحالف العربي.

وقال عسيري "لقد سعت إيران بشتى الطرق إلى الضغط استراتيجياً على السعودية، باعتبارها ركيزة الأمن الوطني لدول مجلس التعاون، وذلك عبر مخططات ومؤامرات تتخذ أنماطاً مختلفة، منها محاولات إرباك الحج، وتقديم الدعم اللوجستي للتنظيمات الإرهابية التي ترعاها لتنفيذ تفجيرات في المملكة، وإثارة الفتن المذهبية والطائفية بين أبناء الشعب السعودي في المنطقة الشرقية، من خلال توظيف المواطنين فئة من أبناء الوطن، واستقطابهم لمصلحة الدعاية الإيرانية، واستمالتهم عاطفياً لمصلحة المشروع الأيديولوجي الإيراني".

وأد المحاولات

واعتبر الباحث والمحلل الاستراتيجي د. حسين بن فهد الأهدل، أن السعودية ظلت منذ تسلم نظام ولاية الفقيه الحكم في إيران عام 1979، طوال 38 عاماً، تتصدى للتدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية بحزم وقوة، وذلك من خلال وأد محاولات الأعمال الإرهابية قبل تنفيذها، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على قوة الأمن السعودي بكل فروعه، وعمله الدؤوب في حماية المملكة من تلك الأفعال.

وقال إن النظام الإيراني عمل لسنوات طويلة مضت، وما زال يسعى إلى تقويض الشعور الوطني لدى بعض المغرر بهم من مواطني السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، وتحويلهم إلى أدوات لصالحه ولصالح مشروعه التوسعي، غير أن هذه السياسة فشلت، نتيجة عدم وجود حاضنة شعبية في هذه الدول.

وأوضح الأهدل، أن السعودية هي الدولة الإقليمية الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية، وفي مقدمها منطقة الخليج العربي، لذلك عملت طهران على محاولة زعزعة أمن واستقرار المملكة وإضعاف قوتها، غير أنها فشلت في كل محاولاتها، إلى أن أصبحت قوة عسكرية ضاربة على مستوى المنطقة، وباتت تمتلك قوة جوية فائقة التطور، فضلاً عن قواتها البحرية والبرية الضخمة.

اقرأ أيضاً:

الاعتداءات الإيرانية ضد المملكة مسلسل إرهابي

 

Email