الاعتداءات الإيرانية ضد المملكة مسلسل إرهابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرّت تدخلات إيران في السعودية بمحطات كثيرة، ووفقاً للتسلسل التاريخي للممارسات الإرهابية الإيرانية تجاه السعودية، فقد توتّرت العلاقات بين البلدين لأول مرة عام 1968، بعد انسحاب البريطانيين من البحرين، وزيارة الشيخ عيسى آل خليفة ملك البحرين إلى السعودية، حيث رأت إيران أن استقبال الشيخ عيسى، اعتراف سعودي بالدولة البحرينية الجديدة، وهددت باحتلال البحرين.

وفي عام 1978، تم إحراق ورشة بالمجمع النفطي شرق راس تنورة السعودية من قبل عناصر «حزب الله الحجاز»، المدعوم من النظام الإيراني، وفي العام ذاته، هجمت عناصر الحزب نفسه على شركة «صدف» بمدينة الجبيل الصناعية شرقي السعودية.

وتصاعد التوتّر في العلاقات بعد أحداث شغب مكة عام 1986، عندما قامت مجموعة من الحجاج الإيرانيين، وبتحريض من سلطات بلادهم، بتنظيم مظاهرة سياسية غير مرخصة مناهضة لأميركا وإسرائيل والغرب، ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن السعودية، نتج عنها مقتل 402 شخص، منهم 275 حاجاً إيرانياً، و42 حاجاً من جنسيات أخرى، إضافة إلى مقتل 85 رجل أمن سعودي، بعدها في العام التالي 1988، قطعت العلاقة بين البلدين.

تفجير إسكان الخبر

وفي 25 يونيو 1996، نفذ ما سمي بـ «حزب الله الحجاز»، التابع للنظام الإيراني، تفجير أبراج سكنية تابعة لوزارة الدفاع السعودية، يسكن بها أجانب في مدينة الخبر شرقي السعودية، نتج عنه مقتل 120 شخصاً، من بينهم 19 من الجنسية الأميركية، و384 مصاباً.

ووفرت طهران الحماية لمرتكبي التفجير الإرهابي، بمن فيهم المواطن السعودي أحمد المغسل، الذي تم القبض عليه عام 2015، وهو يحمل جواز سفر إيرانياً، حيث أشرف على العملية الإرهابية، الملحق العسكري الإيراني لدى البحرين آنذاك، كما تم تدريب مرتكبي الجريمة في كل من لبنان وإيران، وتهريب المتفجرات من لبنان إلى السعودية عبر حزب الله، والأدلة على ذلك متوفرة لدى حكومة المملكة وحكومات عدد من الدول الصديقة.

في عام 2003، تورط النظام الإيراني في تفجيرات هزت الرياض، وكان ذلك وفقاً لما انتهت إليه التحقيقات، بأوامر من أحد زعامات القاعدة في إيران، وما نجم عنه من مقتل العديد من المواطنين السعوديين، والمقيمين الأجانب، ومن بينهم أميركيون.

حادث تدافع منى

ولم تكن أحداث شغب مكة الحادثة الأولى، التي استغلت فيها إيران موسم الحج للتدخل في الشؤون السعودية، ففي عام 2015، وقع حادثة تدافع منى، والتي تورط بها دبلوماسيون وضباط باستخبارات الحرس الثوري الإيراني، اندسوا بين الحجاج الإيرانيين بجوازات سفر عادية، وسقط فيها مئات القتلى أيضاً.

ومنذ عام 2014، يعمل نظام الملالي في طهران على طرح قضية «تدويل الحج»، وقد كرر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في سبتمبر 2015، هذا الموضوع، عندما طالب في رسالة نشرت على موقعه الإلكتروني وعلى وسائل إعلام إيرانية رسمية، بأنه «يتعين على العالم الإسلامي أن يعيد النظر في ما يتعلق بإدارة الحرمين الشريفين والحج»، على حد قوله.

استهداف السفارة

وفي يناير 2016، سمحت السلطات الإيرانية لمتظاهرين إيرانيين، بينهم مجاميع الحرس الثوري والباسيج، بالاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، وألقوا باتجاهها قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران بها، وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر، وقاموا بإنزال العلم السعودي من فوق مبنى القنصلية، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بشكل كامل، وأعقبتها مقاطعة عربية وإسلامية وإدانات دولية ضد إيران.

وفي أواخر سبتمبر عام 2016، أعلن المستشار العسكري الخاص للمرشد الإيراني، اللواء فيروز آبادي، أن إيران، في حال نفد صبرها، ستمحو السعودية من الخارطة، مهدداً بمهاجمة المملكة في حال تطلب الأمر.

Email