ممثل «المفوضية» في الأردن يقدم عبر « البيان » رسالة شكر للدولة

إشادة أممية بمساعدات الإمارات السخية لدعم اللاجئين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقّدم ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، دومينيك بارتش برسالة شكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على المساندة التي قدمتها للاجئين السوريين عبر تمويل تأسيس مخيم مريجيب الفهود، إضافة إلى مساعداتها الإنسانية لضحايا الزلزال، وقال: جهد دولة الإمارات مقّدر، فهي سند اللاجئين فهي تواصل تقديم مساهمات سخية في مجالات المساعدات الإنسانية والإغاثية. والوقوف إلى جانب اللاجئين إلى حين تخطيهم الظروف التي مروا بها.

وفي حوار أجرته «البيان» مع ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، دومينيك بارتش للتحدث عن أوضاع اللاجئين السوريين وعن أبرز الجوانب التي تلامس حياتهم، أكد ممثل المفوضية أن أغلب اللاجئين لديهم رغبة في العودة إلى بلدهم الأم «سوريا»، ولكن هذه العودة تتطلب وجود معايير محددة حتى يتم الدفع بها، فاللاجئون ينتظرون ويترقبون تحسن الأوضاع الأمنية هنالك وأن يعم الاستقرار، وأن تتحسن الحياة وجودتها حتى يستطيعوا اتخاذ مثل هذا القرار.

وبين بارتش أن الإحصائيات تظهر في أن العودة مازالت تسير بضعف، ولكن من المهم معرفة أغلب اليافعين السوريين مدركين تماماً ما معنى حياة اللجوء وما هي التحديات التي تتربص بهم، لذلك فهم على يقين أن العودة لا بد منها ولكن ضمن ترتيبات محددة، وبالنسبة للمفوضية فإن العودة هي طوعية ولا تستطيع إجبار أحد على ذلك، ولكن في حال أن سوريا استقرت وتوفرت البيئة الآمنة فإنه من الممكن أن تقوم المفوضية بالدفع نحو هذا القرار.

قلق

وبحسب الممثل الأممي فإن هنالك قلقاً دائماً داخل المفوضية إزاء ظروف اللاجئين فهم يعانون من أزمة إنسانية، وهنالك مخاوف بأن تتعقد ظروف اللاجئين الاقتصادية أكثر، مع العلم أنه ما يقارب 80 % من هذه الأسر تعيش تحت خط الفقر، وهذه النسبة معقدة وممكن أن تكون أيضاً أكثر أو أقل، إلا أن المؤكد في الأمر أن الكثير منهم يعانون من الديون التي باتت عبئاً إضافياً عليهم، وهم يعتمدون على المساعدات من كافة الجهات.

وأضاف «لا يمكن إنكار أن هنالك عدداً جيداً انخرط في سوق العمل الأردني، ولكن من المهم الإشارة إلى أن الأردن يواجه ضائقة اقتصادية، ومن هنا فإن الفرص المفتوحة أمام اللاجئين وكذلك الأردنيين قلت بشكل ملحوظ، بالتزامن مع تراجع الدعم الدولي المقدم لهم، فالمساعدات التي تصل من الدول المانحة هي ليست مصممة على مدار سنوات طويلة، فالمانحون يتجهون صوب الأزمات الأحدث، وكما هو معلوم فإن العالم حالياً لديه عدد كبير من الأزمات، ومع ذلك يمكن القول إن هنالك دولاً تقدم المساعدات للأردن بشكل ثابت».

ويضيف بارتش أن المفوضية تعمل بشكل دائم ومتواصل لتقديم الشروحات للمانحين بأهمية الدعم المقدم للاجئين، وما عواقب إهمال هذا الملف سواء على صحة وتعليم اللاجئين وغيره من الجوانب المهمة لحفظ كرامتهم، ونتمنى أن لا تكون المساعدات لمرة واحدة، بل تكون مستدامة حتى تستطيع ترك أثر إيجابي على حياتهم.

وعند سؤال الممثل حول مصير مخيم الزعتري الذي يسكنه قرابة 82 ألف لاجئ سوري، وتم إنشاؤه في عام 2012 وتعاني الكرفانات «المساكن المتنقلة» من حالة تهالك، أكد «أن هذا المخيم عندما تأسس بهذا الشكل فهو جاء نتيجة ظروف طارئة، وليس لإقامته بشكل دائم، الكرفانات وصلت إلى مرحلة عدم قابليتها للتصليح، ونحتاج إلى مبالغ هائلة من المال لاستبدال هذه الكرفانات، في الحقيقة يجب أن نفكر في مجتمع اللاجئين وماذا ينتظرهم خلال 5 سنوات قادمة، وهذا النقاش لا نستطيع الخوض به دون شراكة الحكومة الأردنية فهي الشريك الأساسي بهذا».

استدامة المساعدات

وأوضح بارتش أن القلق الذي يسيطر على المفوضية اتجاه اللاجئين هو كيفية استدامة المساعدات، وعند سؤاله حول مسألة هل هذا المخيم سيتحول مع الوقت إلى مبانٍ دائمة، أشار إلى أنّه غير متأكد ماذا سيجري خلال السنوات الخمس القادمة، فكثير من المخيمات في العالم تحولت إلى مبانٍ دائمة دون تخطيط وواجهت المصاعب من ذلك، والطريقة الأمثل لمواجهة الصعوبات التي تعاني منها المخيمات، هو إيجاد معادلة متوازنة توازن بين عدم تشييد مبانٍ وفي ذات الوقت تحافظ على حياة اللاجئين.

وأشار بارتش إلى أن الأردن مشكور في فتح أبوابه وفي السخاء الذي يقدمه للاجئين، والحكومة الأردنية أكدت مراراً بأن المخيمات ليست حلاً دائماً، ومن هنا فإن المجتمع الدولي يجب أن ينظر إلى المخيمات باعتبارها حلولاً مؤقتة وأن لا يتم ترك الأردن وحيداً، لا سيما أن اللاجئين السوريين ينظرون إلى المستقبل القريب أو البعيد وسيتضمن عودتهم إلى بلادهم.

Email