قصة خبرية

شاب سوري يعتمد على أصابع قدميه للتواصل مع العالم

أحمد أصعيب يتغلب على التحديات بإرادة من حديد | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يقف الشاب أحمد أصعيب عاجزاً أمام إعاقته الحركية، بل استطاع بإرادته وإصراره إدارة الخيارات المتاحة أمامه تحت سقف «الكرفان»، الذي يقطنه وسط مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وبعزيمته وبمساعدة والدته، التي ترافقه كظله أينما ذهب، تمكن من استخدام أصابع قدميه في الكتابة على الهاتف وجهاز «الآيباد»، ليعبر عما يريد، ويتواصل مع المحيط الذي هو جزء منه، وعبر هذه المهارات كسر حالة الوحدة التي كان يخشاها.

تقول والدة أحمد: «إن ابنها نتيجة تعرضه لنقص الأكسجين أثناء ولادته تأثر نطقه وحديثه، مع ذلك فإنه يتحدث دون استسلام، واستيعابه لمجريات الأحداث في محلها، ويذهب إلى المدرسة يومياً؛ لمتابعة دروسه، لكنه ضمن الصفوف التي تتناسب وقدراته، وهو الآن يبلغ 18 عاماً، ويدرس في الصف الثامن».

استطاع أحمد ممارسة هوايته في إنشاء الدارات الكهربائية، وإصلاح الهواتف النقالة، والعديد من المهارات، من خلال أصابع قدميه، لكنه يحلم بأن يكون له دكان صغير، يبيع خلاله للناس المواد التموينية، فهو يطمح إلى أن يكون له دخل مستقل يدعمه في حياته، وألا يعتمد فقط على المساعدات القليلة، التي تأتي من مفوضية اللاجئين.

ويعبّر بكلمات أغلبها مفهوم «إنه يحلم دوماً بهذا المشروع الخاص به، لكن الواقع يفرض نفسه، وتحديات اللجوء لا تسانده من أجل اتخاذ مثل هذه الخطوة، التي تحتاج إلى الدعم المادي بالدرجة الأولى».

وتشير والدة الشاب إلى أنه يستطيع التنقل في الأماكن الداخلية للمنزل عبر الحبو، وهذا يتطلب من الأسرة أن تؤمّن له الملابس بكميات كبيرة، أيضاً هو يحتاج إلى أدوية وغذاء يناسب وضعه الصحي، ومع ذلك فإن الأسرة توفر له ما تستطيع من احتياجات، لا سيما أن الأب حالياً لا يعمل، والبحث عن وظيفة مهمة صعبة المنال. وبينت أم أحمد أنه في السابق كان هنالك منظمات متخصصة بذوي الهمم، منظمات دولية توفر لهم برامج تطويرية، لكن أغلبها أغلق نتيجة جائحة كورونا، التي حلت على العالم.

Email