قصة

عربة «أمل» تنتشل محمود من المعاناة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بيت قديم متهالك، يعيش محمود فهد (45 عاماً)، المدعو «أبو أحمد»، من مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس، صنوف المعاناة، في المنزل الذي يضم بين جنباته غرفاً صغيرة قسا عليها الزمان، وترقد الأسرة المكونة من 7 أفراد في منزل نصفه آيل للسقوط بفعل قدمه وعدم تمكن رب العائلة من تجديده منذ زمان طويل، وتشرف بوابة المنزل الأرضي التي تعلوه ألواح بلاستيكية على قاعة صغيرة أعياها القِدَم، يلهو فيها خمسة من الأبناء، فالقاعة متنفسهم الوحيد في المنزل لطبيعة مساكن وبيوت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المتلاصقة ببعضها بعضاً، ويُعاني البيت الذي تعيش فيه العائلة الرطوبة والحر الشديدين، وعدم توافر المواد الأساسية فيه، وترامي بعض أدوات المطبخ على الأرض لعدم وجود متسع لها على الرفوف.

توفير القوت

يعاني أبو أحمد أوجاع «ديسك» وانزلاق في فقرات العمود الفقري نتيجة سقوطه من علو في أثناء عمله في مجال البناء في العشرينات من عمره، إلا أن إحساسه بالمسؤولية تجاه وضع أسرته الاقتصادي يفرض عليه البحث عن عمل يعتاش منه وأسرته، فوجد مفتاح النجاة في عربة صغيرة لبيع الحاجات والمُحليات للمارة بالشوارع وللأطفال أمام بوابات المدارس المنتشرة بالمخيم، وفي ساعات ما بعد الظهر يبيع ما تيسر من الخضراوات والفاكهة، يجوب بها شوارع المخيم، يقطع مسافة 20 كيلومتراً يومياً مشياً على الأقدام يجر عربته التي يطلق عليها عربة «الأمل» باحثاً عن توفير قوت يوم له ولأطفاله الصغار، متشبثاً بالأمل رغم الهموم والألم، يعمل من دون كلل أو ملل في سبيل أن يعيش أطفاله بكرامة بعيداً عن حياة الذل والقهر والحرمان التي عاناها على مدار سنوات عجاف عايشها.

يقول أبو أحمد لـ«البيان»، حياتنا في المخيم صعبة جداً ونواجه ظروفاً معيشية لا تحتمل، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، ويضرب الارتفاع الكثير في السلع الأساسية الذي بات ضعف ما كان عليه قبل جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي ضاعف معاناة الفلسطينيين.

وفي أزقة المخيم أحلام تتبعثر وأمنيات منشودة، بسبب الظروف القاسية التي يعيشها الأهالي في ظل الحاجة الدائمة لكل مقومات الحياة، فلا خيارات لديهم من أجل حياة أفضل، كل ما يمكن أن يحلموا به العيش يوماً بيوم من أجل أن تمضي الأيام، علّ المستقبل يحمل شيئاً مختلفاً.

آمال

وعبر أبو أحمد عن أمله أن يعيش هو وأسرته بأمن وسلام واستقرار، في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالفلسطينيين، وقال، نتمنى أن نعيش بأمن وسلام من غير حروب ودمار، لنحيا حياة سعيدة كلها أمن وهدوء، ومن دون أي قلق وتوتر، فنحن كغيرنا نتطلع إلى الحب والسلام والفرح، ونتطلع إلى العيش بحرية وكرامة، ونأمل أن يعم السلام الأراضي الفلسطينية كافة، ويعيش جميع أطفالنا في مظلة الأمن والمحبة والسلام.

Email