تقارير «البيان»:
فلسطين.. المسحراتي ينشر البهجة رغم الإعاقة
«أبو ربحي» على كرسيه المتحرك | البيان
يجوب المسحراتي وليد ربحي محمود أبو سفاقة «أبو ربحي»، بكرسيه المتحرك مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بحاراتها وشوارعها المختلفة، فبعد منتصف الليل بنحو ساعتين، يدفع أبو ربحي (55 عاماً) كرسيه المتحرك نحو شوارع المدينة استعداداً لإيقاظ الناس لتناول سحورهم، وقد اعتاد على ممارسة مهنة المسحراتي منذ عام 1988، بعد أن اخترقت رصاصة عموده الفقري إبان أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى أصابته بالشلل النصفي، وبعد إصابته بمرض السكري المزمن اضطر الأطباء قبل نحو عامين إلى بتر ساقه اليمنى.
تجوال
يعتز سفاقة بمهنته الشعبية الأصيلة التي تمثل جزءاً من التراث العريق، مبيناً لـ«البيان» أن مهنة المسحراتي كانت من ضمن هواياته التي تمنى أن يزاولها في يوم من الأيام، وحلم بممارستها أيام المسحراتي الكفيف أبوحسن الصويص في سبعينات القرن الماضي، الذي اعتاد في حينه على التجوال خلفه في الحواري والأزقة برفقة أقرانه، وبعد أن أصبح مقعداً حبيس بيته راودته فكرة «المسحراتي» ووجد فيها متنفساً له.
وعن استعداداته للبدء في رحلة التجول لإيقاظ الناس، يقول أبو سفاقة، إنه يبقى يقظاً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ليجهز نفسه للخروج بمساعدة مجموعة من رفاقه، يجوب شوارع وأزقة وحواري مدينة طولكرم، ليعود إلى منزله الساعة الرابعة فجراً مع علو صوت الأذان الأول.
ويتابع، أجمل ما في مهنتي رؤية ابتسامة الأطفال أثناء قيامي بتوزيع الهدايا والفوانيس الرمضانية عليهم خلال تجوالي بين الأزقة والحارات والشوارع، وأشعر بالسعادة رغم التعب، والإرهاق الذي أكابده لأكثر من ساعتين في جولتي لإيقاظ الناس ومعاناتي من مرض السكري، خصوصاً وأنا أحمل صاجات نحاس وطبولاً ذات أوزان ثقيلة.
وعن تفاصيل بداياته كمسحراتي يقول أبو سفاقة، بدأت أعمل مسحراتي بأوانٍ بدائية وبسيطة، وبكل ما تيسر أمامي من قطع الألمنيوم والطناجر النحاسية، ثم تطورت وأصبح لدي طبل صغير، وصديق يساعدني في بدايات التسعينات، استمر بالعمل معي لأكثر من عشرين عاماً.
يصمت برهة ويهز رأسه قائلاً، آه على أيام زمان، كنا نشعر براحة بال وأمان أكثر، وكان هناك التزام بالعادات الاجتماعية الجميلة، كمساعدة الناس لبعضها البعض، والعزائم، حيث كانت العائلات تذهب إلى بعضها وتقيم إفطارات جماعية عفوية مما تيسر لديها من مأكولات.
