معاناة كبيرة عاشها الشاب إبراهيم الحريري في ظروف اللجوء بمخيم الزعتري. الشاب العشريني يعيش في دوامات لا تنتهي. يقول إن التحاقه بالمدرسة ليس أولوية، ولكن رحلة اللجوء طالت وبات لزاماً عليه تغيير مخططاته وإعادة ترتيب حياته إلى حين العودة إلى سوريا.
ورغم أن إبراهيم جاء إلى المخيم وهو بعمر الخامسة عشرة، ومن المفترض أن تكون قدراته في القراءة والكتابة والحساب عالية، إلا أنه لم يكن مؤهلاً لمواصلة طريقه في التعليم. يقول «شعرت أنني ضائع ولا مستقبل أمامي، لا أستطيع الكتابة ولا التعبير عن نفسي، ولا حتى قراءة الأساسيات المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فإن مررت أمام يافطة لا أدرك ما الذي تقوله، ولا أستطيع التعامل مع جهاز الحاسوب، في حين أن الشباب الذين هم في عمري أنهوا تعليمهم الجامعي منذ مدة».
التحق إبراهيم ببرنامج لمحو الأمية، وبعد أشهر أصبح يجيد القراءة والكتابة، وهذا عزز لديه الرغبة بأن يستمر في تعليمه وان يتقدم لامتحان الثانوية العامة.
ويعمل إبراهيم كغيره في المزارع القريبة من المخيم لجمع الخضراوات وتعبئتها في صناديق. مهنة شاقة مقابل أجر محدود، وتؤدي في نهاية المطاف إلى ضرر في صحة العاملين جراء استنشاق المبيدات والتعامل معها بشكل يومي.
دراسة للفاو
يقول إبراهيم «أستيقظ منذ الفجر للعمل في المزارع، هذا التعب الذي شعرت به هو ما دفعني للتوجه نحو حصص محو الأمية».
وأظهرت دراسة «الظروف المعيشية للاجئين السوريين في الأردن المستندة لنتائج مسح للاجئين السوريين داخل وخارج المخيمات»، والتي أعدتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) عام 2019، أن 26 % من اللاجئين السوريين لم يكملوا المرحلة الابتدائية، مقابل 15 % من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 20 سنة وما فوق حصلوا على شهادة الثانوية أو ما بعد الثانوية، كما أن (2 إلى 5%) من اللاجئين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين (18 و 22 عاماً) يلتحقون بالتعليم ما بعد الثانوي.
وبحسب تقرير أصدرته اليونيسف ووزارة التربية والتعليم في عام 2020، فإنه يوجد ما مجموعه 112,016 طفلاً في الأردن (6.2 %) غير ملتحقين بالمدارس من الصف الأول حتى العاشر. وتظهر البيانات بأن معظم الأطفال غير الملتحقين بالتعليم هم من غير الأردنيين، بما في ذلك 50 ألف طفل سوري.