قصة خبرية

ربابة أبو طارق.. رفيقة معاناة اللجوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبهر الشاعر زياد المصري مخيم الزعتري ومتابعي فن الربابة بالأداء الجميل المتناغم وأسلوب إلقاء الشعر النبطي وبالذات الهجيني. المصري رفض التخلي عن كلماته رغم صعوبة اللجوء، وأصر منذ دخوله المخيم على تعلّم العزف على الربابة من تلقاء نفسه من دون معلم، ونجح في التحدي ليصل صيته إلى المهتمين العرب في الدول القريبة من الأردن.

يقول أبو طارق: حفزت لدي حالة اللجوء مشاعر مختلطة، واستطعت من خلالها كتابة القصائد المتنوعة، وبعد فترة من تعلم العزف على الربابة تمكنت من دمج موهبتي في العزف والغناء والتأليف الموسيقي، ويشاركني أولادي في هذه الميول، حيث يملكون آذاناً موسيقية ورغبة في تعلم العزف على الأدوات الموسيقية.

لم يحصر أبو طارق نفسه في بيئة المخيم، وتمكن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن يدرب عدداً كبيراً من الراغبين في تعلم هذا الفن، خاصة أنه أصبح من الفنون التي لا يميل لها الكثير رغم أنه من التراث الشعبي، وحالياً يدرب عدداً من الشباب من دول الخليج العربي بواسطة التعليم عن بعد، كمبادرة منه لتعليم هذا الفن والحفاظ عليه حتى لا يندثر.

يتمنى الشاعر والعازف بأن يصبح لديه مركز متخصص لتعليم الربابة، وأن يستطيع جذب الأطفال للفن العريق المتواجد في عدد كبير من الدول العربية.

الأربعيني أبو طارق لديه سبعة أبناء، ويطمح في العودة إلى سوريا حيث الوطن والاستقرار. ومنذ قدومه إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين تركزت قصائده على حب الوطن الذي خرج منه منذ عام 2013، وهو يتذكر درعا وتفاصيلها ويلحن لها القصائد.

المقاطع التي يعزفها ويلحنها أبو طارق تنتشر على منصات التواصل وتجد قبولاً كبيراً لتتجاوز آلاف المشاهدات، وهذا يشكل دافعاً له للاستمرار، علاوة على أنه يصنع الربابة ويضيف عليها ما يراه مناسباً لتطويرها، لكن من دون أن تفقد خصائصها التراثية، فالربابة أصبحت رفيقته التي لا تفارقه، حيث يجلس في اليوم ساعات عديدة بين التأليف والتلحين وبين مشاركته في حفلات وسهرات عديدة، فهذه الأداة الموسيقية ذات الوتر الواحد أصبحت مصدر دخل جيّد لأسرته، لا سيما في المناطق الأردنية التي ما زالت تتسم بالبداوة وتفضل هذا النوع من الموسيقى العربية.

وفي الختام يقول «الفن يخلق حالة من التجديد للروح، واللاجئ عليه أن يتجاوز مرحلة اللجوء وما تحمله من تحديات، ليحول هذه التحديات إلى فرص من خلال البحث عن مشروعه الخاص حتى يبني له محيطاً خاصاً به يخرجه من الصعوبات».

Email