قصة خبرية

نور حمزة.. كفاح شابة يمنية من أجل العودة لعالم الصيدلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مجموعة من الأقمشة الملونة، وبعض الورود المطعمة بإضاءات صغيرة، كان هذا كل ما احتاجته نور الشابة اليمنية التي تنحدر من تعز وتقيم في صنعاء لبدء حياتها العملية، بعد أن درست الصيدلة، ولكن ظروفها دفعت بها نحو احتراف تصميم وتنسيق «كوش» الأعراس والمناسبات.

نور حمزة ذات الـ27 ربيعاً عاما حلمت لأعوام بأن تقف في صيدليتها الخاصة تستقبل المرضى وتُعطيهم ما يُخفف آلامهم، تعيش اليوم مع والديها وإخوتها، يمتلك والدها سيارة متخصصة في نقل البضائع يعمل من خلالها على نقل البضائع من تجار الجُملة إلى أصحاب المحال، ويُعد من متوسطي الدخل، فيما حرمت زوجته من التعليم ولهذا حرصت على أن تُعلم أبناءها الخمسة، حتى استكمال الجامعة ولكن بعضهم اكتفى بشهادة الثانوية العامة، غير أن نور كانت تطمح إلى دراسة الصيدلة وكانت من المتفوقين. وأمضت خمسة أعوام في الكلية، وتخرجت بتقدير عالٍ رغم كل الظروف والتحديات.

بعد تخرجها ذهبت نور للعمل في إحدى الصيدليات مُتدربة بضعة أشهُر ولديها آمال بأن يتحول ذلك إلى عمل ثابت، وكانت تخطط لتوفير كل رواتبها حتى تستطيع امتلاك مشروعها الخاص، إلا أن مالك الصيدلية جعلها تعمل في فترة التدريب من دون مقابل من أجل أن تكسب خبرة عملية، تركت العمل وذهبت للبحث عن فرصة أخرى، ولكن للأسف كان الراتب بحدود مئة دولار، ورغم حاجتها للمبلغ كي تساعد به والدها وتدخر منه لمشروعها وحلمها الشخصي، إلا أنها وجدت نفسها تنفق نصف الراتب الضئيل على أجرة مواصلات إلى العمل والعودة، إلى جانب المصروف الشخصي.

وبعد عشرة أشهر بدأت التفكير في عمل يدر عليها دخلاً أفضل وتحقق من خلاله ما تطمح إليه. فوجدت ذلك في أحد الأيام من ابنة عمها التي تعمل في تصوير الأعراس والمناسبات وفكرت في أن تعمل معها ولكن ابنة خالتها أوعزت إليها بفكرة أخرى قائلة إنها ومن خلال عملها وجدت أن العديد من المناسبات وخاصة التي تقام في المنزل يطلب الزبائن «كوشاً» بسيطة لمناسباتهم، وبإمكانك اقتناءه والعمل معاً.

التقطت الفكرة وتدربت على كيفية تنسيق «كوش» المناسبات عبر تطبيق «يوتيوب» واشترت بعض المواد وبدأت بالتطبيق في أحد أركان المنزل، وبعد فتره جاءها اتصال من ابنة عمها التي أحضرت لها أحد الزبائن، ومرة بعد أخرى توالت الطلبات من الأهل والجيران والأصدقاء، ورغم أن هذا العمل أصبح مصدر دخل مريحاً، إلا أنها لا تزال مشدودة لحُلمها، وتجزم أنها ستعمل من أجل تحقيقه في يوم ما. نور واحد من آلاف الشباب الذين خانتهم ظروف الحياة نتيجة الصراع ولكن الأمل كان سلاحها الوحيد في مواجهة الإحباطات التي اعترضت طريقها.

Email