قصة خبرية

عزيز هاشم.. طفل يسعد أقرانه بالرسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضاعفت سنوات الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في اليمن، معاناة الأطفال، وحرمتهم تعليمهم وطفولتهم، حتى أخفت ابتسامتهم في دوامة الفقدان والألم، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم. عزيز هاشم، طفل في الـ 14 من عمره، يعيش في مدينة تعز، يمتلك موهبة في الرسم منذ نعومة أظفاره، وفي صفوفه الأولى بالمدرسة، قام بصقل هذه الموهبة، وعمل على تطويرها، بتشجيع والده، حتى احترف الرسم في سن مبكرة من عمره، وأصبح اسماً لامعاً على مستوى المدرسة والحي الذي يعيش فيه.

في السنة الخامسة للحرب، بدأت روح المبادرة لدى عزيز هاشم، وتجاوز جدران المنزل والمدرسة، لينشر إبداعه في الرسم، بعد أن شجعه والده، خرج يحمل هدفاً إنسانياً سامياً، يعبر عن صفاء قلبه، وبراءة طفولته، وهو إسعاد جميع الأطفال الذين يعانون بسبب الحرب من الفقراء والأيتام والمصابين.

دعم أب

ويقول لـ «البيان»، إنه في البداية، شجعه والده، وبدأ بالرسم على الأوراق، وبعدها تطور إلى الرسم على وجوه الأطفال، يرسم لجميع الفقراء والمحتاجين والمتضررين من الحرب مجاناً، فيما يحصل مبالغ بسيطة من عطايا الأسرة القادرة على الدفع، من أجل شراء مواد جديدة، حتى يستمر في مبادرته.

خرج عزيز، ليبرز موهبته، وينشر السعادة من خلال الرسم، حتى لا تكون موهبة مدفونة في جدران المنزل والمدرسة، قائلاً إن الحرب لم تكن عائقاً أمامه في إسعاد أقرانه من الأطفال.

وجد في الرسم متنفساً له، يفرغ من خلاله مشاعر الخوف والغضب والملل، والمشاعر السلبية التي أفرزتها الحرب الدائرة في المدينة، والتي عايشها منذ بدايتها، وشاهد الخوف والموت المنتشر من حوله، وكيف أن الكثير فقدوا طفولتهم وآباءهم، وحتى أطرافهم، وكل هذا الألم كان دافعاً له، ليطلق مبادرته في إسعادهم.

يقول عزيز إن السعادة تكمن في أسعاد الآخرين، فحينما يأتي طفل ليست لديه نقود، يقوم بالرسم على وجهه الشكل الذي يحبه ويسعده، معبراً أن إحساسه يكون كبيراً، وكأنه فعل شيئاً عظيماً في تلك اللحظة، فقد يكون هذا الطفل يتيماً أو فقيراً، فالسعادة حينما يرى السعادة في وجه الطفل الذي يرسم عليه، على حد وصفه.

استطاع أن يوفق عزيز بين تعليمه وشغفه، حيث إنه في الصباح يذهب إلى المدرسة، ويعود لإنجاز واجباته حتى العصر، ثم يأخذ أدواته، ويخرج إلى المتنزهات والحدائق ليمارس موهبته، ويعود في المساء لإنجاز ما تبقى من فروض، والمذاكرة، ويجتهد في ذلك، حتى يحقق طموحه في أن يكون طبيب أطفال في المستقبل.

وصف عزيز الطفولة في تعز بـ «المعدومة»، من بعد الحرب، فهناك أطفال فقدوا آباءهم، وتيتموا وتشردوا في الشوارع، ووجّه رسالته إلى جميع الأطفال الذين يعانون في تعز، عليهم المبادرة، وألا يبقوا مكتوفي الأيدي، وأن يحاولوا أن ينجزوا ويتقدموا رغم الحرب.

Email