قصة خبرية

وسط القبور.. الطفلة خيرية ترسم خريطة مستقبلها

خيرية شرف تنتظر اليوم الذي تحقق فيه حلمها | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

من مقبرة وادي المدام بمدينة تعز اليمنية ينبعث حلم صغير لطفلة في أن تكون طبيبة لإنقاذ أرواح الناس خصوصاً بعد موت أمها بقذيفة حوثية.


في هذه المقبرة ولدت الطفلة خيرية محمد حمود شرف في منزل بسيط بني داخلها ولا تزال تعيش فيها بعد أن عجز الأب الجندي والذي يعمل عملاً إضافياً في قيادة دراجة نارية عن بناء مسكن. في عامها الدراسي الأول.. كانت خيرية تذهب إلى مدرسة الدرة الابتدائية في ظل حرب دامية وقذائف حوثية تتساقط على المدينة كل يوم من ميليشيا الحوثي، لكن ذلك لم يمنعها من التخلف يوماً عن الذهاب لمدرستها.

موت وخوف

تقول الطفلة خيرية ذات 11 ربيعاً وتدرس في الصف السادس لـ «البيان»، «كانت أمي ترافقني إلى المدرسة ومع الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي أتت قذيفة عندما كنت سأذهب مع أمي.. ماتت وخُفت.. كانت أمي تشجعني وتساعدني في مراجعة دروسي، أفتقد أمي التي كنت أجلس معها».

ورغم خوفها من الذهاب إلى مدرستها بسبب القذائف إلا أن خيرية لا تزال تذهب لأن لديها حلمها بأن تصبح طبيبة لتنقذ أرواح الناس، مدفوعة بوفاة والدتها التي لم تستطع أن تنقذها من براثن الموت. تقول خيرية «أذهب إلى المدرسة من أجل أتعلم.. حلمي أكون طبيبة وأعالج الناس.. حلمي كنت أن أعالج أمي لكي أجلس معها». وبجانب حلمها الشخصي بأن تصبح طبيبة فلا تزال خيرية تحلم بأن تنتهي الحرب ويعم السلام في اليمن.

انتهاك سافر

وتتعرض مدينة تعز منذ بداية الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي وحتى السنة السابعة لقذائف مدفعية وصاروخية من قبل الميليشيا المحاصرة للمدينة، ما تسبب في وفاة المئات من النساء والأطفال وكبار السن، في انتهاك سافر لكل قواعد الحرب والقوانين الحقوقية التي تحظر تعريض المدنيين للخطر.

Email