للطفل الفلسطيني ذاكرتان، ذاكرة شخصية وذاكرة جماعية. في هذين العالمين ترعرع الطفل محمود الفاعور في مخيم للاجئين بالأردن، حيث نزحت عائلته قبل سبعة عقود، لكن أمل العودة وحلول السلام لم ينقطع عن الجميع. وما زال محمود لديه حزمة أحلام، شخصية وعامة، ويأمل بانتهاء الحروب في العالم.
أكثر من 70 عاماً مضت على وجود عائلة محمود الفاعور في الأردن، ورغم ذلك ما زال الطفل ذو الـ 13 ربيعاً يعبر عن حنينه إلى قريته في نابلس ورغبته في الصلاة بالمسجد الأقصى، هذه السنوات الطويلة لم تقطع حبل التعلق والحب والحنين للوطن.
محمد الذي يسكن في مخيم الحسين حلمه أن يصبح طياراً وأن يزور دول العالم للتعرف على الثقافات، وللتعريف بنفسه وبالقضية التي ينتمي لها. يقول محمود: جميع أطفال المخيم لديهم أحلام وطموحات ورؤى وجميعنا نسعى للوصول لها بمساعدة المعلمين وأيضاً مساندة الأهالي، هذا المخيم الذي أعيش به أصبح مدينة كبيرة تحتضن الأطفال والشباب وكبار السن.
يضيف محمود: الطفل في المخيم يختلف عنه في الأماكن الأخرى، فمنذ صغرنا ونحن نتحمل المسؤولية واهتماماتنا متنوعة من بينها متابعة الأخبار، ولم يقتصر الأمر على أخبار فلسطين بل أخبار الوطن العربي، وندعو الله أن ينهي الحروب والدمار في هذه الدول وأن يعم السلام والاستقرار، حتى يتمكن الأطفال من مواصلة تعليمهم وحياتهم الطبيعية.
يبين محمد أن شهر رمضان يختلف عن الأشهر الأخرى من السنة، ففي المخيم هنالك أجواء جميلة يعيشها أهل المخيم، تتمثل بالتضامن والاحتفال بالشهر المبارك، ويقول: أصلي دوماً مع عائلتي صلاة التراويح وندعو الله بأن تنتهي جائحة كورونا عن البشرية، وأن تتحسن الأوضاع، وأن نتمكن من زيارة فلسطين يوماً ما.
يقول: الحياة تغيرت بفعل الجائحة، حيث أصبحنا نتعلم عن بُعد وهو أمر غير ممتع، وأتمنى أن نعود للمدرسة وللتعليم الوجاهي وأن أرى المعلمين والأصدقاء.
أحلام كثيرة
يضيف: أحلامنا كثيرة ولكنها ممكنة ومع الإصرار والتحدي والعزيمة من الممكن الوصول لها، نحن أطفال المخيمات لدينا وعي عالٍ بما يحدث حولنا، فالطفل في المخيم يحلم ويدرس وأيضاً يعمل مع والده إن استطاع ذلك حتى يكتسب الخبرة ويصبح مع الوقت ملماً بالكثير من المعلومات.
يختم قائلاً: أتمنى أن يصبح العالم أكثر سلاماً، وأن تنتهي الحروب ويصبح جميع الأطفال قادرين على مواصلة التعليم، فنحن المستقبل ويجب الاهتمام بنا وفتح الطريق أمامنا وتيسيره وتشجيعنا على التقدم والتطور.