قصة خبرية

أم السبع.. تسعينية فلسطينية تنتصر على «كورونا»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعة أبناء، أكبرهم في السابعة والستين من عمره، وضعوا أيديهم على صدورهم وهم يشاهدون والدتهم تنقل إلى مستشفى هوغو شافيز، إلى الشرق من رام الله، إثر اكتشاف إصابتها بفيروس كورونا.

الأم التسعينية ريا يوسف حسين عرار، من مواليد سنة 1930 في بلدة قراوة بني زيد شمالي مدينة رام الله الفلسطينية، كافحت عقوداً لتربية ثمانية أولاد وبنت، في ظل غياب زوجها حسن عثمان عرار (أبو السبع) للعمل في ألمانيا سنوات عدة، وبعد عودته لم يمهله القدر طويلاً، ورحل قبل حوالي 15 عاماً.

الفيروس الخفي نجح أخيراً في التسلل لرئتي أم السبع التي عاصرت الحرب العالمية الثانية والاستعمار البريطاني، وشهدت النكبة وكل ما بعدها، إذ تعيش في بلدة تشهد وقوع عدد غير قليل من الإصابات بالفيروس اللئيم، فيما فارق بعضهم الحياة.


صمود وعودة


ما هو وضعها وضع أم السبع الآن؟ يجيب ابنها جبر عرار، هاتفياً: لقد انتصرت على «كورونا» بعد صراع دام عشرة أيام في مستشفى هوغو شافيز، وها هي تعود إلى منزلها وكنف أسرتها وجيرانها الذين لم تنقطع وشائج علاقاتهم بهم، رغم السنوات التسعين التي أثقلت كاهلها.

ويضيف ابنها، وهو منتش بالعمر الجديد الذي كتبه الله لأمه: أمضت الأيام العشرة تحت أجهزة التنفّس. كانت تحس بآلام في كل أنحاء جسدها، لكن الأطباء أبلغونا أنها لم تفقد الوعي ولا الذاكرة.

ورغم أن الأطباء عبروا عن قلقهم بشأن مصيرها لدرجة أنهم أبلغوا أبناءها في اليوم الثامن أنها إذا تجاوزت «اليومين المقبلين»، فإن آمالها باستمرار الحياة سيكون لها ما يبررها.

أول من أمس، كانت كل فحوصاتها جيدة، وأصبح بوسعها التنفّس من دون مساعدة الأجهزة،

ويوم أمس عادت أم السبع، ابنة الواحد وتسعين عاماً، إلى منزلها بعدما انتصرت في معركة الزمن، وآخر جولاته «كورونا».

Email