تقارير «البيان»:

«كرفانات» مهترئة تضاعف معاناة لاجئي «الزعتري»

لاجئون سوريون يعانون قسوة الشتاء في المخيّمات | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كرفانات مهترئة»، وصف أطلقه اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، على البيوت المتنقلة التي يعيشون فيها. وعلى الرغم من إدراك اللاجئين أنّ هذه البيوت لا تزال تحميهم، إلا أنهم يعلمون أيضاً أنها أصبحت قديمة ولا تحتمل الأمطار وعواصف ثلوج الشتاء، وأشعة الشمس الحارقة في الصيف. يكابد الأهالي من أجل جمع ما تيسّر من مال لترميم الكرفانات قبل استقبال الشتاء، فيما يحتاج الأمر تخطيطاً مستمراً لإنجاح الأمر الذي لا تقوى كل العائلات على توفيره.

تشير أم خالد التي تعيل أربعة أطفال، إلى أنّ فصل الشتاء يؤثر كثيراً في صحة أطفالها بسبب البرد القارس والرطوبة، مضيفة: «كرفانة عائلتي منذ عام 2013، وبالطبع أصبحت مهترئة، ولا سيّما أنّها مصنوعة من الخشب وتعرضت لشمس الصيف وأمطار الشتاء، معظم الكرفانات تعاني سوء الأرضية، فمثلاً أرضية الكرفانة التي نسكنها منخفضة عن الشارع، وعندما تمطر السماء ستدخل المياه مسكننا وإصلاحها يحتاج 150 ديناراً وهو مبلغ كبير لا نقوى على توفيره». وتردف أم خالد: «نتواصل مع المنظمات فهنالك أقسام محددة لإصلاح الكرفانات، وإنّ الشتاء يمضي وهم ينتظرون دورهم، الكرفانات أغلبها يحتاج الصيانة وقدرة العائلات المادية محدودة للغاية».

قسوة شتاء

بدوره، يقول يوسف الحمادي: «رغم وجود كرفانة لدى كل أسرة، إلّا أنّ الشتاء قاسٍ ودرجات الحرارة تقارب الصفر أحياناً، نحن في مخيم الزعتري موجودون في وسط مكان صحراوي مفتوح، الأمر الذي يزيد من شدة البرد وقوة الهواء العاصف، الكثير من الأهالي يتأهبون للشتاء من خلال إصلاح الكرفانات، إلّا أنّ هناك عائلات أخرى لا تستطيع ذلك كون الأمر مكلّفاً». ولفت الحمادي، إلى أنّ أكثر ما يقلق اللاجئين هو صحة الأطفال وكبار السن، مشيراً إلى أنّه وعلى الرغم من ذلك فإنّ عدداً كبيراً من الكرفانات غير مهيأة بدليل دخول مياه الأمطار على العائلات التي تضطر لانتظار تجفيف أشعة الشمس أغراضهم المبللة. ويشكو الحمادي من أنّ المساعدات التي كان يتلقاها اللاجئون من أجل إصلاح الكرفانات في السباق قلّت كثيراً، مضيفاً: «لم يعد أمامنا إلا ما نوفره من الدخل، وفي ظل جائحة «كورونا» التي أدت لتناقص فرص العمل انخفض دخلنا ومعه قدرتنا على التوفير، لم يعد أمامنا خيارات، نسأل الله عز وجل التخفيف عنا، فالشتاء صعب جداً».

Email