الطفلة لارا.. لاجئة سورية شغوفة بالتمثيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحب الطفلة لارا جراد التمثيل، وأصبحت وجهاً مألوفاً لدى أهالي مخيم الزعتري للاجئين السوريين.

حيث تقوم بتأدية رسائل توعية، وتلعب أدواراً كثيرة من تقليد المسلسلات الشامية الشهيرة، إلى أدوار تتناسب مع عمرها وميولها، لارا ذات 8 سنوات، وجدت في التمثيل طريقها، ومن خلال مساعدة الأهالي والمدرسة والمنظمات المختصة، استطاعت يوماً بعد يوم، أن تتقن أدواراً متعددة، وأن تنتقل من أدوار بسيطة إلى أخرى أكثر تعقيداً وأهمية.

تقول لارا: «منذ أن كان عمري 6 سنوات، لاحظ أهلي أنني أحب تقليد المسلسلات التي تبث على التلفاز، ولدي قدرة على الحفظ السريع والإحساس بالدور، إنني أحب التمثيل، وأشعر أنني سعيدة، عندما يتابعني عدد كبير من الناس، وأرى ردود فعلهم الإيجابية».

تخفيف الوحدة

رغم عدم تمكن لارا العام الماضي من التوجه إلى مسارح المنظمات والمدارس، فهي استطاعت بأبسط الأدوات والإمكانات، أن تتابع موهبتها، من خلال إشراف الوالدين، وتقديم لها النصائح اللازمة، تضيف: «في الفترة الأخيرة، أصبحت أمثل في المنزل، وأبي وأمي يساعداني.

ومن خلال التمثيل، استطعت تجاوز الفترة الصعبة التي عشناها، نتيجة التعليم عن بعد، وعدم رؤيتي لأصدقائي، فالتمثيل خفف عني شعور الوحدة والعزلة، وتمكنت من تمثيل أدوار ورسائل وجهتها للمتابعين بأهمية الالتزام بالتعليمات الصحية، وأيضاً مناهضة العنف الأسري، وغيرها من الأدوار».

لارا جاءت إلى مخيم الزعتري هي وعائلتها من محافظة درعا، منذ أن كان عمرها سنة ونصف، ونمت وترعرت في أجواء هذا المخيم، الذي شكّل بالنسبة لها أسرتها الثانية. تقول لارا:

«والدي يحب أن ينمي موهبتي، ودوماً يدعو الأهالي إلى النظر إلى مواهب أطفالهم وميولهم، فأجواء المخيم صعبة على الأطفال، ووجود موهبة وتنميتها، يخفف هذه الوطأة علينا جميعاً، أيضاً هنالك مختصون بالتمثيل، ساعدوني خلال إجراء تدريبات، حتى أصبح أفضل في الأداء».

ردود إيجابية

ردود الفعل الإيجابية، هي التي تدفع لارا للاستمرار، فهي تنشر الفيديوهات التي تمثل بها، من خلال منصات المنظمات المتعددة، التي تهتم بدعم الطفولة والتعليم. تضيف: «أتمنى أن يذهب وباء «كورونا»، وأن تعود المدرسة، حتى أستطيع مواصلة التدريبات والأدوار التي أحبها كثيراً».

وتختم لارا حديثها قائلة: «حلمي أن أصبح معلمة لغة عربية، وأن أستمر في هذه الموهبة، ودوماً والدي يشتري لي القصص والروايات، وأطالع باستمرار، حتى تصبح لغتي أقوى، وهذا سينعكس إيجاباً على قدرتي على التمثيل، أتمنى أن أصل إلى حلمي، وأن تتطور موهبتي».

Email