تعرف إلى قصة الأب صاحب «لقطة الموسم» في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قاطعاً مسافة تصل إلى 100 كيلومتر، لا يمل أشرف مرعي، من دعمه لابنه عبد الله حارس مرمى نادي أسمنت حلوان، يسجل بكاميرا موبايله فيديوهات لنجله طيلة أحداث المباراة، مدفوعاً باستكمال الحلم الذي نمّاه لديه منذ أن كان طفلاً، في أن يصبح حارساً.

لم يكن يتصور أن صورة التُقطت له دون أن يدري سوف تصنع كل ذلك الحضور والاحتفاء الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، حتى أطلقت عليها الصفحة الرسمية للفريق على «فيسبوك» «لقطة الموسم» وانتشرت بغزارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. فما القصة؟

الصورة المُتداولة بكثافة عبر مواقع التواصل تُظهر أباً بجلبابه المصري الشهير، بينما يصور نجله حارس المرمى أثناء إحدى المباريات في دوري القسم الثالث مواليد 2000. أكثر ما لفت الانتباه فيها بساطة الأب وعفويته، ما جعلها تتداول بشكل مكثف عبر مواقع التواصل في مصر خلال الأيام الأخيرة، مع تعليقات محتفية بدور الأب ومواقفه الداعمة لنجله.

«الصورة كانت عفوية جداً، وفوجئت بردود الأفعال، منذ أكثر من أربعة أعوام كاملة وأنا أداوم على تلك العادة، أصور عبد الله أثناء المباريات، بداية منذ لعبه هنا في المنوفية، وحتى الآن عندما جاء إلى القاهرة للعب في نادي أسمنت حلوان، أقطع الطريق لمدة ساعتين ذهاباً ومثلهما إياباً لمشاهدته وتصويره.. أتطلع لأن يكون حارساً كبيراً، فلديه الموهبة ومقومات البطولة منذ صغره».

يقول أشرف مرعي، بطل صورة «حارس حلوان» في تصريحات لـ «البيان»، إن موهبة نجله بدأ يكتشفها منذ أن كان في المرحلة الابتدائية، وحرص على تنميتها ودعمها، لا سيما بعد أن لمس طموح ابنه في مجال حراسة المرمى. تماماً كما دعّم ابنه الثاني عندما لمس فيه موهبة الأدب فنشر له كتاباً يضم أشعاره وخواطره على نفقته الخاصة بعد نجاحه في الثانوية العامة، تنمية لموهبته ودعماً له.

مدفوعاً بوصية جده في تربية الأبناء، بأن يَدعم مواهبهم وألا يقف أمام طموحاتهم، حرص أشرف بعد اكتشاف موهبة ابنه على أن يدعمه، فاصطحبه إلى اختبارات حراسة المرمى في أندية بالعاصمة وهو في المرحلة الإعدادية، ثمّ وفّر له أدوات وملابس التمرين كافة ليواصل التدريب في المنوفية (محل إقامتهم)، حتى التحق بفريق «نجوم السادات» ودعّم موهبته مدرب حراس المرمى سيد يحيى، الذي نقله من الهواية إلى الاحتراف.

يقول أشرف:«بعد أن وصل الفريق (نجوم السادات) إلى دوري القطاعات، غادر المدرب إلى فريق آخر واصطحب عبد الله معه، حيث لعب في فريق السلام لمدة عام ونصف العام، قبل أن ينتقل للعب بنادي أسمنت حلوان قبل عامين».

ومن المحطّات اللافتة التي تعكس احترام الأب لرغبة ابنه في التفرغ لكرة القدم بشكل كبير، إشارته لدى حديثه مع «البيان» إلى أن عبد الله حصل على مجموع عالٍ بالمرحلة الإعدادية يؤهله للالتحاق بالثانوية العامة، والتي تتطلب تفرغاً للدراسة للحصول على نسبة نجاح عالية يمكنه من خلالها الالتحاق بواحدة من كليات القمّة، لكنّ الابن فضّل الالتحاق بأحد الدبلومات المهنية التي تتيح له وقت فراغ أكبر بما يمكنه من ممارسة كرة القدم، وهو ما استجاب له الأب احتراماً لطموح ورغبة نجله، على خلاف الكثير من أولياء الأمور ممن يحرصون على التحاق أبنائهم بالثانوية العامة كدليل تميز.

ويتابع الأب حديثه قائلاً: «لدى التحاقه بأحد المعاهد الفنيّة بحلوان، وعن طريق المصادفة، وعندما علم المعهد بأنه حارس مرمى، تم تسهيل التحاقه بفريق أسمنت حلوان، بعد أن انبهر المدربون بأدائه، ويشارك أساسياً معهم.. وأقوم بقطع الطريق من المنوفية حتى القاهرة في مبارياته لمتابعته وتصويره.. حتى إنه يشارك أخيراً في الفريق الأكبر منه (مواليد 1999) بطلب من المدرب».

تعددت تعليقات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الصورة التي التقطها مصور يدعى سيد حسن، ما بين الثناء على الوالد الحريص على دعم ابنه والاحتفاء به، وبين المطالبة بتسليط الضوء على رحلة كفاح اللاعبين الصغار من البداية حتى الاحتراف، لا سيما وأن دوريات الدرجتين الثانية والثالثة في مختلف المراحل العمرية تحفل بالمواهب والتجارب التي تحتاج لتسليط الضوء عليها.

Email