«البنيان» في إدلب.. خيام هشّة وخدمات مفقودة

أوضاع صعبة للنازحين السوريين | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من مخيم البنيان من اسمه في شيء، في شمال غربي سوريا، في محافظة إدلب، فلا بنيان ولا خيمة قوية ولا خدمات، هنا، في هذا المخيم، تنعدم تماماً كل أدوات الحياة الطبيعية.. بل إن البرد والشتاء، هو سيد الموقف.

لا شيء في هذه المخيمات سوى الكابوس الذي يخيم على كل مخيمات النازحين، فالخوف يلازم هذه المخيمات في كل حين، بينما يحاولون مقاومة الأمطار والشتاء بشتى الطرق، من أجل تجنيب أولادهم أهوال وأمراض البرد.

يذكر أحد سكان مخيم البنيان 2، أن غالبية الخيم سقطت جدرانها، بسبب رداءتها، كما أن المخيم فاض، لعدم وجود خطوط للتصريف، وأصبح الأمر كارثياً، ككل شتاء، ما تسبب في زيادة معاناة ومأساة آلاف الأسر المهجرة، المقيمة في مخيمات الشمال.

مشهد مرعب

وفي مخيم الأماني، تكرر المشهد المرعب أيضاً، ويحدثنا أبو هشام عن ليلة عاصفة عاشها مع عائلته، كادت خلالها جدران الخيمة المتهالكة أن تطير في الهواء، ويطيروا معها في مهب الريح، ولم يفلحوا في إدخال الدفء لأجسادهم، رغم تجمعهم حول المدفئة، التي تعتمد على بقايا الخشب والورق، وما زاد الأمر سوءاً، مع هطول الأمطار التي تسربت إلى داخل الخيمة، وقضت على كل شيء في الخيمة، بما فيها ما تبقى من الملابس الشتوية والأغطية، أما أبو هشام، فليس أمامه سوى الأسف على هذه الحالة المزرية، وحال أولاده البائس.. متسائلاً، هل ستستمر الحياة على هذا النحو، يطاردهم الخوف والبرد والأسى في كل زخة مطر.

في اليوم التالي، حاول أبو هشام إيجاد البديل للخيمة التي مزقتها الأمطار، وطرق العديد من الأبواب، من أجل الحصول على البديل، إلا أن الجواب في كل مرة، يكون، لست الوحيد في هذه الحالة، ليعود الرجل إلى عائلته مكسوراً، وما عليه إلا إعادة إصلاح خيمته بنفسه.

أضرار متفاوتة

يوثق فريق «منسقو استجابة سوريا»، تضرر أكثر من 11 مخيماً حتى الآن في ريف إدلب الشمالي، وريف حلب الشمالي، بأضرار متفاوتة، نتيجة الهطولات المطرية، وناشد الفريق جميع المنظمات الإنسانية، مطالباً إياها بمساعدة النازحين القاطنين في تلك المخيمات، بشكل عاجل وفوري.

وبحسب الفريق المتخصص في قضايا النازحين واللاجئين، فإن عدد النازحين في مخيمات الشمال السوري، بلغ نحو مليون و49 ألف نازح، موزعين على 1304 مخيمات، وبينهم 410 آلاف طفل، ويفتقر الكثير منهم لمقومات الحياة الأساسية، ومنها مواد التدفئة وملابس الشتاء. وعلى الرغم من تكرار هذه السيناريوهات في كل عام، إلا أن الحل مفقود، من أجل تجنيب هذه العائلات مأساة الشتاء، وما عليهم إلا التأقلم مع هذه الحالة، إلى أجل غير مسمى.

Email