حقق حزب العمال البريطاني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات التشريعية، لينهي بذلك 14 عاماً متتالية من حكم المحافظين وفتح أبواب داونينغ ستريت أمام زعيمه كير ستارمر.
حيث كلّفه الملك تشارلز الثالث رسمياً برئاسة حكومة الوزراء وتشكيل الحكومة في المملكة المتحدة، وتعهد بـ«إعادة بناء» البلاد، بينما قدم زعيم حزب المحافظين ريشي سوناك استقالته من زعامة حزب المحافظين، مقدماً اعتذاره للرأي العام بعد الهزيمة الانتخابية التي لحقت به.
وقام ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسمياً بتعيين زعيم «حزب العمال» والمحامي السابق كير ستارمر رئيساً للوزراء خلال اجتماع في قصر باكنغهام، إثر فوز حزبه في الانتخابات التشريعية بالأغلبية المطلقة، ووفق العرف المتّبع، نشر قصر باكنغهام صورة للملك مستقبلاً الرئيس الجديد للحكومة. وقبل ذلك وافق الملك على استقالة ريشي سوناك رئيس الوزراء المنتهية ولايته.
تعهد رئيس وزراء المملكة المتحدة الجديد كير ستارمر بإعادة بناء بريطانيا واستعادة الأمل في الأمة بعد انتصار كاسح لحزب العمال في الانتخابات العامة، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية «بي. أيه. ميديا».
تغيير
وقال ستارمر في أول خطاب له في «داونينج ستريت»، مقر الحكومة البريطانية، إن «الشعب البريطاني صوت بحسم لصالح التغيير».
وأعلن رئيس الحكومة الجديد عدة تعيينات رئيسية في حكومته المرتقبة. وعيّن ستارمر، أنجيلا راينر نائبة لرئيس الوزراء، ووزيرة دولة لشؤون التسوية والإسكان والمجتمعات المحلية.
فيما دخلت راشيل ريفز التاريخ كأول وزيرة للخزانة، حيث لم يتقلد المنصب سيدة بتاريخ المملكة المتحدة الممتد لـ 800 عام. وتم تعيين ديفيد لامي وزيراً للخارجية وستارمر إيفيت كوبر وزيرة للداخلية، ومكلفة بالإشراف على الأمن الداخلي للبلاد، والهجرة، والقانون والنظام. ومن المقرر أن يشغل جون هيلي منصب وزير الدفاع، وهو المنصب المسؤول عن استراتيجية الدفاع والقوات المسلحة.
ووفقاً لنتيجة الاستطلاع التي نشرتها قنوات التلفزة البريطانية، سيحصل حزب العمّال (يسار ووسط) على 410 من أصل 650 مقعداً في مجلس العموم، متقدماً بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصّتهم بـ131 مقعداً في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
نتيجة أفضل
بدوره، حقق حزب «إصلاح بريطانيا» المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع بحصوله على 13 مقعداً نيابياً، حسب الاستطلاع. أما حزب الديمقراطيين الليبراليين (وسط) فسيحصل في البرلمان المقبل على 61 نائباً.
واعترف سوناك، الذي احتفظ بمقعده البرلماني في ريتشموند بشمال إنجلترا، أنه اتصل بمنافسه زعيم حزب العمال كير ستارمر لتهنئته بفوز حزبه في الانتخابات.
واستقال سوناك من زعامة حزب المحافظين مقدماً اعتذاره للرأي العام بعد الهزيمة الانتخابية التي لحقت به في الانتخابات، وقال بعد تقديم استقالته للملك تشارلز الثالث: «لقد وصلني غضبهم وخيبة أملكم وأنا أتحمل المسؤولية». وأضاف: «اليوم ستتغير السلطة وتكون سلمية وبحسن نية من جميع الأطراف. وهذا أمر يجب أن يمنحنا كل الثقة في استقرار بلادنا».
في المقابل، خسرت بيني موردونت، رئيسة مجلس العموم، التي كانت تعتبر المرشحة الأوفر حظاً في السباق على زعامة حزب المحافظين، مقعدها، في خسارة هي الأبرز، حتى الآن. وفقدت موردونت مقعدها لصالح مرشح حزب العمال في بورتسموث الشمالية، كما خسر عدد كبير من قياديي الحزب المحافظ مقاعدهم النيابية على غرار وزير الدفاع غرانت شابس.
كذلك خسرت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة ليز تراس مقعدها، في حين احتفظ وزير المالية البريطاني جيريمي هانت بمقعده في منطقة غودالمينغ وآش، وهي منطقة ثرية في جنوب إنجلترا. وهذه هي المرة الأولى منذ العام 2010 التي يحكم فيها العمال (يسار ووسط) البلاد، في تطوّر يطوي صفحة حكم المحافظين الذي استمر 14 عاماً.
تهانٍ
بعد فوز حزبه، تلقى ستارمر تهنئة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي شدّد على أن التحالف سيبقى قائماً بين البلدين «رغم الصعاب». كذلك هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ستارمر بعد «أول تواصل بينهما». وكتب على منصة إكس: «سنواصل العمل».
وهنّأ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ستارمر بـ«الفوز التاريخي» لحزب العمال في المملكة المتحدة، كذلك هنّأته رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي وجّهت أيضاً تحية لـ«الصديق» سوناك.