الانتخابات الأوروبية تعزز مواقع اليمين وتزلزل فرنسا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الانتخابات الأوروبية صعود تيار اليمين المتطرف في عدد من الدول، محدثة زلزالاً سياسياً في فرنسا، لكن من دون الإخلال بالتوازن السياسي في بروكسل، وأفادت توقعات أولية للبرلمان الأوروبي، بفوز حزب الشعب الأوروبي، الذي يمثل تيار يمين الوسط في انتخابات البرلمان الأوروبي، بحصوله على 191 مقعداً، وذلك بعد إغلاق جميع مراكز الاقتراع.

وتؤكد المعطيات الأولية، إحراز الأحزاب اليمينية القومية والمتطرفة مكاسب هامة، وانتكاسة مريرة لزعيمي القوتين الرئيستين في الاتحاد الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن حلّ الجمعية الفرنسية (البرلمان)، ودعا لانتخابات تشريعية في 30 يونيو.

تقهقر

في فرنسا، تصدر حزب التجمع الوطني، بقيادة جوردان بارديلا، النتائج بنسبة تزيد على 31.36 % من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس ماكرون (14.6 %) وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعداً فرنسياً في البرلمان الأوروبي.

في ألمانيا، ورغم الفضائح الأخيرة التي طالت رئيس قائمته، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، المركز الثاني بنسبة 15.9 من الأصوات، خلف المحافظين (29,5 إلى 30 %). لكنه تقدم بفارق كبير على حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديمقراطيين (14 %)، والخضر (12 %).

في إيطاليا، تصدّر حزب «إخوة إيطاليا» اليميني المتطرف، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، النتائج بنسبة 25 إلى 31 % من الأصوات. أيضاً في النمسا، حصل «حزب الحرية» اليميني المتطرف، على 27 % من الأصوات، وعزز الهولنديون الذين كانوا أول من أدلوا بأصواتهم الخميس، موقف حزب خِيرت فيلدرز اليميني المتطرف.

وفي إسبانيا، أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبي اليميني، التشكيل الرئيس للمعارضة الإسبانية، على 22 مقعداً في البرلمان الأوروبي، مقابل 20 للاشتراكيين، بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليميني المتطرف تقدماً، بحصوله على 6 مقاعد.

أما في بولندا، فقد تقدم الحزب الوسطي المؤيد لأوروبا، بزعامة رئيس الوزراء دونالد تاسك، على حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي، لكن الأخير حافظ على قسم هام من الأصوات، كما أن اليمين المتطرف، المتمثل في حزب كونفيديراجا، لن يحصل على أقل من 6 مقاعد في البرلمان الأوروبي

تقديرات

ووفق التقديرات التي نشرها البرلمان الأوروبي، فإن حزب الشعب الأوروبي سيحصل على 191 مقعداً، والديمقراطيون الاشتراكيون 135 مقعداً، وحزب تجديد أوروبا 83 مقعداً. ويتوقع أن ينخفض عدد مقاعد الخضر إلى 53 مقعداً (مقارنة بأكثر من 70 حالياً).

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن «حزب الشعب الأوروبي هو أقوى مجموعة سياسية، وهذا مهم، سنبني حصناً ضد متطرفي اليسار واليمين، وسنوقفهم». وأضافت أنها ستعمل مع التكتلات السياسية من يسار الوسط والليبراليين، الذين دعموها في الأساس للفوز بإعادة تعيينها في المنصب.

وفون دير لايين مرشحة لشغل المنصب مجدداً، ويتعين عليها الحصول على موافقة زعماء الدول الأعضاء، ثم غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي - الذين منحوها ثقتهم في عام 2019، بغالبية ضئيلة للغاية (تسعة أصوات).

Email