تقارير البيان

مخاوف أوروبية مبكرة من احتمال عودة ترامب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يثير سيناريو عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، التساؤلات حول مسار العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن التجربة الأولى لولايته شهدت توترات بين واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية بشأن بعض القضايا.

ومع اقتراب موعد الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر المقبل، يتزايد الترقب الأوروبي لنتائج تلك الانتخابات الحاسمة وسيناريو فوز ترامب، وطبيعة السياسات التي يمكن أن يتخذها وتتأثر بها دول القارة العجوز، والتي قد تتضمن فرض تعريفات جمركية جديدة على البضائع الأوروبية.

وكذلك موقفه من زيادة مساهمات الدول بالميزانية الدفاعية الخاصة بالناتو، فضلًا عن تهديده الانسحاب من الحلف، وغيرها من القضايا التي تنظر إليها أوروبا بعين الاعتبار.علاقات أكثر توتراً

في هذا السياق، أشار الباحث في العلاقات الدولية، محمد ربيع الديهي، في تصريحات خاصة، إلى أن فترة ترامب السابقة شهدت خلالها العلاقات مع أوروبا حالة من التوتر وعدم الاستقرار، فقد رفعت أميركا يدها خلال هذه الحقبة عن حلفائها وبحثت عن تشكيل نمط آخر من العلاقات.

وتوقع أن تكون العلاقات أكثر توتراً بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي حال عودة ترامب للرئاسة من جديد، في ظل تغيرات كثيرة تطرأ على بنية النظام الدولي، خاصة وأن العالم أصبح مُتغيراً بصورة كبيرة ونظام دولي جديد تتشكل معالمه على الأصعدة المختلفة سواء السياسية منها أو الاقتصادية والأمنية.

وأضاف أن هناك أيضًا قوى دولية أصبح لها تأثير ودور فعال في النظام الدولي، لذلك فإن حالة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا إذا ما جاء ترامب للحكم ستؤثر بصورة أو بأخرى على شكل وبنية النظام الدولي ومكانة الولايات المتحدة التي تعاني كثيراً من تراجع في دورها الدولي وعلاقاتها مع حلفائها التقليديين.

وأفاد بأن هناك ملفات كثيرة من المتوقع أن يثار حولها الخلاف حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض، على سبيل المثال ملفات خلافية بشأن ميزانيات التسليح، حيث سيطلب ترامب من هذه الدول أن ترفع من مساهماتها في حلف الناتو.

وتابع: أيضا سيكون هناك خلاف بشأن نمط العلاقات بين الولايات المتحدة والعمليات التجارية والتطور التكنولوجي، مؤكدًا أن كلها خلافات كثيرة ستطول الملفات الاقتصادية والأمنية والبنية التكنولوجية والتطورات التكنولوجية التي ربما تشكل الصين لاعبًا أساسيًا فيها، وهو ما سيكون محل خلاف مع الدول الأوروبية.

ملفات خلافية

من جهته، قال رئيس قسم العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير، في تصريحات خاصة، إنه من المتوقع أن تشهد العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية توترات حال فوز دونالد ترامب.

وأشار إلى أن هناك عديداً من الملفات الشائكة التي من المتوقع أن تتوتر العلاقات على أثرها، الاقتصادية منها يتعلق بأن ترامب لديه تصورات اقتصادية برفع الميزانية الاقتصادية لدول الاتحاد الموجهة لحلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأضاف أنه فيما يخص مسألة التبادل التجاري فإنه من المحتمل أن يفرض ترامب رسوماً جمركية على صناعة السيارات الأوروبية، إضافة إلى عدد من البضائع القادمة من الاتحاد الأوروبي.

وذكر أن من أبرز الملفات التي من المتوقع أن تسبب التوتر أيضًا أن ترامب ألمح بأنه سيسمح بالتمدد الروسي في حال لم ترفع الدول الأوروبية من ميزانيتها في حلف الناتو.

وتوقع أن يسعى الرئيس السابق إلى تحويل سياسة الناتو، خاصة وأنه لا يؤمن به من الأساس وبالتالي ستكون لديه تأثيرات أكبر في هذه المسألة، وهو ما ستنتج عنه كثير من التوترات في المنطقة حال حدوث ذلك.

 

Email