تقارير «البيان »

تصاعد المخاوف الأوروبية من هجمات إرهابية محتملة

مواطنون روس يقفون بحزن لفقدان أقاربهم قرب مكان الهجوم على الحفل الموسيقي بضواحي موسكو - إي بي إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد الهجوم المسلح الأخير لتنظيم «داعش خراسان» في موسكو، المخاوف والتحذيرات بشأن عمليات جديدة للتنظيم الإرهابي في أوروبا، في الوقت الذي كشف فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن أن التنظيم حاول مهاجمة بلاده في الأشهر الماضية، وإعلانه رفع مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى كإجراء احترازي.

ويعتقد مراقبون بأن العمليات الإرهابية الأخيرة تشكل جرس إنذار، وتهديداً لأوروبا، وهو ما سيدفع الحكومات إلى تشديد الإجراءات الأمنية والاحترازية تحسباً لأي عمليات.

عمليات محتملة

في الأثناء، أوضح الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن الهجوم الأخير على أحد المسارح الكبرى بضواحي موسكو بمثابة تهديد كبير لأمن أوروبا والمجتمع الدولي، وتوقع أن تتكرر العمليات الإرهابية بأوروبا خلال الفترة المقبلة.

مستدلاً على ذلك بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفع حالة التأهب الأمني لأعلى مستوى تحسباً لتنفيذ عمليات إرهابية في بلاده.

وتابع: «منذ عامين وتحديداً مع بداية الحرب في أوكرانيا تشكلت حركة جهادية كبيرة في شرق أوروبا أثرت على وجود التنظيمات المتطرفة بشكل كبير، ليصبح فرع التنظيم في هذه المنطقة المسماة بولاية خراسان أقوى بسبب الحرب ومع انشغال الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا بهذه الحرب عن جهود مكافحة الإرهاب، ما جعل هذه المنطقة بأكملها مهددة بتنفيذ عمليات نوعية لا تقل في قوتها وقدرتها عن العملية التي حدثت في موسكو أخيراً».

وأكد أديب أن دول أوروبا جميعها تواجه التنظيم لكن مواجهة ضعيفة بلا معنى أو تأثير بسبب انشغالها بمواجهة روسيا في أوكرانيا، والتمدد الروسي عموماً، وهو ما يؤثر على جهود مكافحة الإرهاب، وربما يقود لمخاطر كبيرة قد تؤدي إلى حدوث عمليات نوعية لفرع التنظيم في أوروبا.

تراجع التنظيم في أوروبا

فيما أكد مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، رضوان قاسم، في تصريحات لـ«البيان»، أن تنظيم داعش لم تعد لديه القدرة على العودة كما كان سابقاً لجهة تنفيذ عمليات كبرى في الدول الأوروبية، مشدداً على أن حجم تهديد التنظيم لن يكون كبيراً، إلا إذا كان هناك بدافع من قبل بعض الدول والاستخبارات الدولية.

ونوه إلى أن تنظيم داعش لديه خلايا نائمة ومجموعات في دول متفرقة، لكنها ليست خطرة، ومن الممكن أن تقوم بعمليات تخريبية في أي مكان أو قتل مجموعات كما وقع في روسيا أخيراً، مؤكداً أن العمليات التي وقعت في موسكو وإيران.

كذلك من الممكن أن تحدث في أي دولة بالعالم، وأن مسؤولية تنفيذها لم تقتصر على تنظيم داعش فقط فهناك تنظيمات أخرى. وأشار إلى أن التنظيم تراجع في أوروبا بعد أن كان في الماضي يمثل مصدر تهديد لها.

وأوضح أن شعارات «داعش» التي كان يرفعها باتت لا محل لها من الإعراب، مستدلاً على ذلك بأنها لم تحرك ساكناً تجاه الحرب في غزة على سبيل المثال، مؤكداً أن عمل التنظيم العسكري عادة ما يكون في دول مناهضة للسياسات الغربية والأمريكية، وإما في أماكن يعيد فيها وجوده مرة أخرى مثل سوريا والعراق، وما حدث في موسكو يدل على أن مسار «داعش» اختلف عما سبق تجاه أوروبا.

 

 

Email