الأمم المتحدة وكينشاسا: اعتماد خطة فك ارتباط من 3 مراحل

«مونوسكو» تبدأ الانسحاب التدريجي من الكونغو الديمقراطية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية «مونوسكو»، أمس، انسحابها التدريجي من البلاد، بناء على طلب كينشاسا التي تعتبرها غير فعّالة، مع تسليمها رسمياً أولى قواعدها في جنوبي كيفو (شرق) إلى السلطات المحلية.

وبعد مهمة بدأت قبل 25 عاماً، أعلن مجلس الأمن الدولي في ديسمبر الماضي، قراره سحب القوة الأممية على الرغم من مخاوفه بشأن تصاعد العنف شرقي البلاد.

ولا تزال بعثة «مونوسكو»، التي تضم حالياً 15 ألف جندي من قوات حفظ السلام، منتشرة في المقاطعات الثلاث، الأكثر اضطراباً في المنطقة، أي جنوب وشمال كيفو وإيتوري، فيما تفيد الأمم المتحدة وكينشاسا بأنهما تريدان أن يكون الانسحاب «منظماً ومسؤولاً ومستداماً»، بالتالي تم اعتماد «خطة فك ارتباط» من 3 مراحل.

وتنص المرحلة الأولى على انسحاب الجنود وعناصر الشرطة في البعثة الأممية من جنوب كيفو بحلول 30 أبريل على أن ينسحب عناصرها المدنيون في 30 يونيو، المقبلين. كما من المفترض أن تغادر قوة «مونوسكو» قواعدها الـ14 في الإقليم قبل مايو 2024، وتسلمها إلى قوات الأمن الكونغولية.

وستكون قاعدة «كامانيولا»، القريبة من الحدود البوروندية والرواندية، الأولى التي سيتم تسليمها إلى الشرطة الوطنية. وقبل ساعات من المراسم الرسمية لبدء الانسحاب، انقسمت الآراء في كامانيولا. فقال رئيس مجلس الشباب المحلي، أومبيني نتابوبا، لـ«فرانس برس»: «لا أشعر بأني معني بالأمر»، مضيفاً: «كل مساء كنا نشاهدهم يتجولون في مدرعات باتجاه سهل روزيزي»، وتابع: «لكن انعدام الأمن لا يزال قائماً، وكذلك عمليات السطو المسلح والخطف».

ورحّب الناشط في مجال حقوق الإنسان، ميبوندا شينغير، «بقرار الحكومة الكونغولية»، لكنه أعرب عن خشيته من «التأثير السلبي على المستوى الاقتصادي»، لأن سكان كامانيولا كانوا يعملون في قاعدة «مونوسكو».

فيما يخشى آخرون، كالمدرس، جوي ويندو، من «الفراغ الأمني» الذي سيخلفه خروج العناصر من قاعدة «كامانيولا»، وقال: «بوجودهم كنا في مأمن من الغزاة الروانديين».

ويأتي انسحاب بعثة «مونوسكو» في جمهورية الكونغو الديمقراطية من المقاطعات الشرقية التي تشهد أعمال عنف مسلحة مزمنة منذ 30 عاماً، بينما يواجه شمال كيفو أزمة حادة منذ معاودة حركة «إم 23»، المدعومة من رواندا، تمردها على السلطة المركزية، اعتباراً من نهاية 2021.

واستولت «إم 23» على مساحات واسعة من الأراضي، واشتد القتال مطلع فبراير الجاري في منطقة غير بعيدة عن العاصمة الإقليمية غوما، بينما حرصت بعثة «مونوسكو»، التي لا تحظى بشعبية في أوساط السكان، على التذكير بأنها «تدعم القوات المسلحة الكونغولية وتدافع عن مواقع وتسهل المرور الآمن للمدنيين».

ورأت رئيس جمعية تنموية في كامانيولا، بياتريس توباتونزي، أن «مغادرة قوات حفظ السلام الأممية يقلقنا، في وقت تخوض البلاد حرباً مع متمردين مدعومين من روانديين»، لكنها أعربت عن أملها في تمكن الجيش الكونغولي «بسد الفراغ بسرعة».

وتشدد الأمم المتحدة على أن رحيل قوات حفظ السلام يجب أن يتم بالتوازي مع «زيادة قدرات» قوات الأمن الكونغولية التي سيتعين عليها تولي المسؤولية الأمنية لحماية المدنيين.

Email