أكدت موسكو أنها ستستثمر كل طاقاتها لضمان تحرير سوريا من الوجود الأجنبي، مشددة على إرساء السلام في كامل الأراضي السورية.

جاء ذلك على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي صرحت، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، أمس، «سنبذل كل ما في وسعنا لجعل سوريا خالية حقاً من الوجود الأجنبي، للمساعدة في إرساء الأمن هناك، وإعادة السلام إلى كامل الأراضي السورية»، بحسب ما أوردت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وقالت زاخاروفا، إن بلادها تبذل جهوداً متواصلة، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة في سوريا، وفقاً لمبادئ سيادة البلاد ووحدة أراضيها.

جدير بالذكر، أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، نوّه، في وقت سابق، بالأهمية المتزايدة لعملية «مفاوضات أستانا» بشأن سوريا على خلفية التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.

وصرح لافرينتييف، لـ«سبوتنيك»، أن «أهمية هذا المنتدى تتزايد بالفعل في ظل الأحداث المثيرة للقلق التي تحدث في العالم، مع الأخذ في الاعتبار تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط».

يشار إلى أن المفاوضات في أستانا، المعروفة باسم «صيغة أستانا»، مستمرة منذ عام 2017، وتضم «صيغة أستانا» كلاً من: روسيا، وإيران، وتركيا، كدول ضامنة لعملية حل الأزمة السورية، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة السورية، والمعارضة، والأمم المتحدة، والدول المراقبة: الأردن، ولبنان، والعراق.

في الغضون، يستمر الجدل حول إمكانية أن تسحب الولايات المتحدة بالفعل قواتها، رغم نفي البيت الأبيض، قبل أيام، ما تسرب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، لاسيما وسط تعرض قواعدها لاستهداف متكرر من قبل جماعات مسلحة منذ اندلاع «حرب غزة» في السابع من أكتوبر الماضي.

ونقلت «العربية.نت»، عن مصادر عسكرية مطلعة، قولها إنه لم يطرأ أي تغيير، حتى الآن، على مسألة انتشار «قوات التحالف»، التي تتمركز في 4 محافظات سورية، هي: الحسكة، والرقة، ودير الزور، وحمص، التي تستمر في دعم قوات «سوريا الديمقراطية» في حربها ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق المجاور.

وبحسب المصادر، لم يقدم التحالف على إجراء أي تغييرات تتعلق بعدد عناصره وأماكن انتشارهم حتى.

ورأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن «كل ما يدور حول هذا الملف مجرد حملة إعلامية». وأضاف: إن «3 أطراف على الأقل هي: روسيا، وتركيا، وإيران، تتبنى الترويج للانسحاب الأمريكي من أجل الضغط على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لكن رغم ذلك يقوم التحالف الدولي بتعزيز انتشاره على الأراضي السورية»، مردفاً: «من يريد أن ينسحب لا يعزز تواجد قواته».

وأكد مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، الذي يراقب الوضع في سوريا عن كثب، أن المعطيات على أرض الواقع تتعارض مع الأنباء التي تتحدث عن انسحاب محتمل أو وشيك لقوات التحالف.

وشدد خليل على أن «المعطيات تشير إلى بقاء قوات التحالف في المنطقة، خاصة أن واشنطن تكرر باستمرار أن المعركة ضد «داعش» لم تنتهِ، وأن محاربته هي جزء من تأمين الأمن القومي الأمريكي والأوروبي، بالإضافة إلى التعزيزات التي تصل إلى شمال شرقي سوريا حتى الآن».

وتابع: «هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ففي بداية العام الحالي كان هناك تصويت في مجلس الشيوخ حول هذا الانسحاب، قوبل بالرفض، ناهيك عن أن هناك إجماعاً نادراً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول وجود القوات الأمريكية في سوريا».

ونوّه خليل إلى أن «الولايات المتحدة أعادت تموضع قواتها، وعززت تواجدها في المنطقة بعد السابع من أكتوبر، من خلال بناء قواعد جديدة وإرسال المزيد من الأسلحة»، لافتاً إلى أن «التحالف الدولي بدأ السبت، بالمرحلة الثالثة من عملية عسكرية داخل مخيم «الهول»، الذي يضم الآلاف من زوجات مقاتلي «داعش»، ما يؤكد عدم حصول أي تغيير على أرض الواقع رغم الحديث عن الانسحاب».