بعد التوقف لأعوام .. هل ينجح ماكرون في ضم رومانيا إلى منطقة الشنجن؟

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  دعمه لانضمام رومانيا لمنطقة الشنجن، حيث قال «إنه سيدعم مساعي رومانيا لتحريك الجهود للانضمام لمنطقة شنجن، بعد التوقف لأعوام».

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن ماكرون قوله، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروماني كلاوس يوهانيس في قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأسود: "تقف فرنسا إلى جانبكم، وسوف نبذل قصارى جهدنا لدعم محاولتكم".

ورغم أن رومانيا وبلغاريا، اللتين انضمتا في عام 2007، للاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة07، قامتا بالوفاء بمتطلبات الانضمام لمنطقة شنجن منذ عقد، لم تفلح الدول الأوروبية في الحصول على الدعم السياسي من أنحاء الاتحاد لانضمامهما.

وأرجأت بعض الدول قرارها في هذا الشأن، وأرجعت ذلك إلى مخاوف تتعلق بإحراز تقدم في مجال إصلاح القضاء، ومكافحة الفساد.

تفقد القوات الفرنسية
وتفقدالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رومانيا مساء الثلاثاء جنود بلاده الـ500 المنتشرين في هذا البلد "لحماية" دول أوروبا الشرقية المهدّدة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك عشية زيارة دعم سيجريها الأربعاء إلى مولدافيا وقد تعقبها زيارة أخرى بالغة الحساسية إلى كييف.

وقال ماكرون مخاطباً حوالي 200 جندي فرنسي تجمّعوا في قاعدة ميخائيل كوغاليتشانو التابعة لحلف شمال الأطلسي حيث حطّت طائرته "إنه لفخر لفرنسا أن تكون في المراكز الأمامية".

وإذ أكّد الرئيس الفرنسي أنّ وجود قوات بلاده في رومانيا يجسّد "التضامن والأمن الأوروبيين"، أشاد "بالتزامهم الأساسي" أمن دول أوروبا الشرقية.

ونشرت فرنسا هؤلاء الجنود بصورة طارئة في نهاية شباط/فبراير بعيد أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وشدّد ماكرون على أنّ دور قوات بلاده في رومانيا هو "منع أي محاولة لزعزعة الاستقرار والاعتداء على أوروبا".

وأضاف الرئيس الفرنسي أنّه بعد أربعة أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا "لا أحد يعرف" كيف سيتطور هذا النزاع في "الأسابيع القليلة المقبلة والأشهر القليلة المقبلة"، لكن "سنحتاج إلى حماية أنفسنا" وإلى "الردع على المدى الطويل".

وهي أول جولة لماكرون الى جنوب شرق أوروبا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.

وزيارته الى أوكرانيا المنتظرة جداً قد تتم في وقت لاحق من هذا الاسبوع برفقة المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بحسب وسائل إعلام في برلين وروما. وهي معلومات لم تؤكدها الرئاسة الفرنسية موضحة ان "لا شيء مقرراً" في هذه المرحلة.

التزام
ووصل ماكرون برفقة وزيري الخارجية كاترين كولونا والدفاع سيباستيان لوكورنو في الثامنة مساء الى القاعدة العسكرية الواقعة بالقرب من كونستانتا، الميناء الروماني الكبير المطل على البحر الاسود، والتي أصبحت استراتيجية أكثر منذ بدء الحرب.

وبعد أن استقبله رئيس الوزراء الروماني نيكولاي تشيوكا وعدد من كبار المسؤولين الرومانيين التقى الرئيس الفرنسي قوات مهمة "النسر" التي أطلقت في إطار تعزيزات قوات حلف شمال الأطلسي "لموقفه الرادع والدفاعي على الجناح الشرقي لأوروبا".

وفرنسا، العضو في هذه العملية تنشر 500 عسكري بينهم 350 من القوات البرية من مختلف الوحدات يشكلون "كتيبة رأس الحربة" مع 300 جندي بلجيكي سيحل محلهم هولنديون في الأشهر المقبلة.

وسيصل إلى القاعدة صباح الأربعاء الرئيس الروماني كلاوس يوهانس، وسيوجّه ماكرون "رسالة واضحة جداً عن التزامنا تجاه الحلفاء ضمن حلف الأطلسي والشركاء الأوروبيين" بحسب الرئاسة الفرنسية التي تشدد على "الاستثمار الكبير جداً" الذي يمثله هذا الالتزام. سيما وأن فرنسا نشرت مؤخراً هناك نظام دفاع أرض-جو من الجيل الجديد.

ومنذ نهاية شباط/فبراير "نجحنا في أن نصبح قوة عملانية بسرعة كبيرة"، كما أعلن قائد الكتيبة الكولونيل فينسان مينغي مشيداً بالتعاون الممتاز مع الجنود البلجيكيين وكذلك مع حوالى الفي جندي أميركي موجودين في القاعدة.
وسيتواصل تعزيز هذه المهمة مع إجمالي ألف عسكري وتعزيزات بدبابات لوكليرك بحلول نهاية السنة.

دعم مولدافيا

وظهر الأربعاء سيلتقي ماكرون في كيتشييناو رئيسة مولدافيا مايا ساندو التي طور معها "علاقة ثقة" بعدما استقبلها ثلاث مرات في باريس منذ فبراير 2021، وهو أول رئيس فرنسي يزور هذا البلد منذ جاك شيراك عام 1998، وسيعبر ماكرون مع كاترين كولونا عن "الدعم بأوضح طريقة ممكنة" لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تأثرت بشكل خاص بالغزو الروسي لأوكرانيا التي لها حدود مشتركة معها.

ولهذه الغاية، تساعد فرنسا مادياً ومالياً مولدافيا التي تظهر "تضامناً استثنائياً" في استقبال لاجئين أوكرانيين حيث توجه اليها أكثر من 480 ألف شخص ولا يزال هناك 80 ألفاً فيها.

ومولدافيا التي تعدّ 2,6 مليون نسمة هي إحدى أفقر دول أوروبا وقد قدّمت في 3 آذار/مارس طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على غرار أوكرانيا وجورجيا. وهو ما ستبتّ فيه المفوضية الأوروبية بحلول نهاية الأسبوع قبل أن يُبحث خلال القمة الأوروبية في 23 و24 ونيو في بروكسل.

وخلال زيارتها لباريس في مايو رحّبت الرئيسة ساندو علناً بـ"المبادرة" التي أطلقها ماكرون لإنشاء مجموعة سياسية أوروبية تتيح بحسب قولها لبلادها "تسريع" انضمامها الى الاتحاد الأوروبي.

 

Email