أدانت دولة الإمارات واستنكرت بأشد العبارات استهداف مدرسة «التابعين»، التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرقي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان رفض دولة الإمارات القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، كما شددت على أن الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل، ومكثف وآمن، ودون أي عوائق.
وأكدت الوزارة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مؤكدة أهمية أن ينعم المدنيون والمؤسسات المدنية بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.
ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود، لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل.
إدانة خليجية وإسلامية
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس، أن أكثر من 100 فلسطيني لقوا حتفهم جراء قصف مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، والتي لجأ إليها نحو 250 نازحاً خصوصاً من النساء والأطفال.
وأعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانته واستنكاره بأشد العبارات للجريمة الإسرائيلية الجديدة باستهداف مدرسة «التابعين» في غزة، وشدد جاسم محمد البديوي، الأمين العام للمجلس، في بيان على أن الاعتداءات المتواصلة والعنيفة، التي تشنها القوات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين في غزة، وبقية الأراضي الفلسطينية، واستهدافها بشكل مباشر لمراكز الإيواء ومخيمات النازحين، تعتبر جرائم حرب تبرز النهج الإجرامي الخطير للقوات الإسرائيلية، وتشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية، دون أي مراعاة للقيم القانونية والأخلاقية والإنسانية.
كما أدان الأزهر الشريف بشدة القصف الوحشي على مدرسة التابعين، خلال أداء النازحين لصلاة الفجر، ووصف، في بيان، هذا الهجوم بالغادر والإجرامي، مؤكداً أنه يعكس قسوة وهمجية القوات الإسرائيلية في استهداف المدنيين الأبرياء، بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن.
وأعرب مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن إدانته واستنكاره الشديدين لقصف القوات الإسرائيلية مدرسة «التابعين».
كما أدانت رابطة العالم الإسلامي بشدة قصف المدرسة، وندَّد أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، باسم الرابطة ومجامعها وهيئاتها ومجالسها العالمية، بهذه الجريمة الهمجية المروعة والمتواصلة ضد المدنيين والمنشآت المدنية، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
إدانة عربية
وأدانت الجامعة العربية ودول عربية المجزرة، ووصف أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، في بيان، هذه المجزرة، مؤكداً أن قتل المدنيين النازحين أثناء صلاة الفجر، هو جريمة تفوق حتى المستوى المتدني المعهود عن الجيش الإسرائيلي من حيث الإمعان في التجرد من الضمير.
واستنكرت مصر استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، معتبرةً أن «استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العزل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، دليلاً قاطعاً على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء الحرب، وإمعاناً في استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين تحت وطأة كارثة إنسانية دولية يقف العالم عاجزاً عن وضع حد لها». وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، إن قصف المدرسة يعد «خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين».
تخريب المفاوضات
وقالت وزارة الخارجية التركية: القصف الإسرائيلي للمدرسة «جريمة جديدة ضد الإنسانية عبر ذبح أكثر من مئة مدني لجأوا إلى إحدى المدارس» منددة «مرة أخرى» برغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ«تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار».
إبادة جماعية
واتهمت مقررة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية الإيطالية، فرانشيسكا ألبانيز، إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين، بعد قصفت المدرسة. وقالت ألبانيز على منصة «إكس»: «ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، في حي تلو الآخر، ومستشفى تلو الآخر، ومدرسة تلو الأخرى، ومخيم للاجئين تلو الآخر، وفي منطقة آمنة تلو الأخرى».