توجّه حجاج بيت الله الحرام أمس، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك - أول أيام التشريق - إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسياً واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه تم تخصيص مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج بفضل الله تعالى ثم بجاهزية مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، الذي شُيّد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى.
وحذرت وزارة الصحة السعودية من ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة مع اختتام الحجاج مناسك الموسم الحالي في ظل طقس حار أدى إلى تسجيل عدد من حالات الوفاة.
وبحسب المركز الوطني للأرصاد، فإن درجة الحرارة بلغت أمس، عند الساعة الواحدة ظهراً في الظلّ 51.8 درجة مئوية في المسجد الحرام. أما في منى المجاورة، فقد وصلت الحرارة إلى 46 درجة مئوية في حين كان حجاج يرمون الجمرات الثلاث.
تجنب الإجهاد
وأوصت الوزارة ضيوف الرحمن بعدم التعرض للشمس، ناصحة الحجاج بـ«تجنّب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء». وكانت الوزارة أعلنت الأحد تسجيل «2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري، بسبب عدم الالتزام بالإرشادات.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنها تتابع «الحالات المصابة بالإجهاد الحراري عن قرب وموجودون دائماً بجانب الحاج حتى يتم رحلة الحج بكل صحة وعافية».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن متحدث وزارة الصحة قوله إن «فرق المنظومة الصحية تعاملت مع هذه الحالات لإنقاذ الأرواح وتخفيف الضرر وإسعافها، وتقديم الرعاية الصحية، بتوجيهات القيادة الرشيدة، ثم بدعم منظومة صحية متكاملة». وأشار إلى أن الوضع الصحي العام للحجاج مطمئن، ولا يوجد أي تحديات ذات صلة بالصحة العامة، كما لا يوجد أي تفشٍ للأمراض العامة.
وكما في العام 2023، أدى أكثر من 1.8 مليون حاج المناسك هذا العام، بينهم 1.6 مليون من خارج المملكة، بحسب السلطات السعودية. وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأحد أن السلطات السعودية ستواصل «تقديم كل ما من شأنه أن يخدم قاصدي الحرمين الشريفين ويعينهم على تأدية عباداتهم بأمن وطمأنينة».