انسحبت القوات الإسرائيلية من جنين، أمس، وخلفت وراءها عدداً كبيراً من المباني والبنية التحتية المتضررة، في أعقاب واحدة من أكبر العمليات الأمنية في الضفة الغربية خلال شهور.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن إسرائيل انسحبت فجراً من مدينة جنين ومخيمها بعد 10 أيام من العدوان العنيف والمتواصل الذي أودى بعشرات القتلى والجرحى، وخلف دماراً واسعاً. وأعرب مواطنون، عن مخاوفهم من عودة القوات الإسرائيلية لاقتحام المدينة ومخيمها بعد انسحابها وانتشارها على الحواجز العسكرية المحيطة، كما حدث في مرات عديدة سابقة.

وبدأت الجرافات في إزالة أكوام الحطام والأنقاض التي خلفتها عملية إسرائيلية شارك فيها مئات الجنود وأفراد الشرطة مدعومين بطائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة، وتوغلت في جميع مناطق المدينة ومخيم اللاجئين المجاور وكذلك القرى المحيطة، ولا تزال خدمات المياه والكهرباء مقطوعة.

وكانت الجرافات الإسرائيلية قد دمرت حوالي 20 كيلومتراً من الطريق، وهو أسلوب قال الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى تحييد القنابل على جانبي الطريق لكنه جرف الكثير من وسط المدينة.

على صعيد متصل، أعلن مسؤول في مستشفى فلسطيني، أمس، أن ناشطة أمريكية مؤيدة للفلسطينيين تبلغ 26 عاماً قتلت برصاص في الرأس في شمال الضفة الغربية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، أن الشابة توفيت متأثرة بإصابتها الحرجة برصاص القوات الإسرائيلية الحي في الرأس. وفي رده على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي، إنه على علم بالأخبار المتداولة، لكن لا يمكنه التعليق أو الرد على الفور.

وقال مدير مستشفى رفيديا في نابلس، فؤاد نافعة، إن ناشطة أمريكية متضامنة مع الفلسطينيين وصلت إلى المستشفى بعد إصابتها برصاص حي في الرأس، مع خروج لأنسجة الدماغ. وأشار إلى أن الطواقم الطبية قدمت لها إنعاشاً للقلب والرئتين لدقائق، إلا أنها توفيت متأثرة بإصابتها الحرجة.

موقف أمريكي

وعلى الفور، رد البيت الأبيض على لسان الناطق باسم مجلس الأمن القومي بقوله: نشعر بانزعاج شديد إزاء الوفاة المأساوية لمواطنة أمريكية في الضفة الغربية. كما أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن أسفه لمقتل المواطنة الأمريكية، ووعد باتخاذ إجراءات حسب الضرورة.

وقال بلينكن: نأسف لهذه الخسارة المأسوية، عندما نحصل على مزيد من المعلومات، سنقوم بمشاركتها، وإتاحتها، وسنتخذ إجراءات بناء عليها حسب الضرورة.

ممارسات مستوطنين

إلى ذلك، أقدم مستوطنون إسرائيليون، أمس، على إحراق مركبة فلسطينية في بلدة أبو فلاح شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، كما خطوا شعارات عنصرية على جدران أحد المنازل في منطقة خلة زعيتر بالبلدة.

وأشارت بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن الاعتداءات التي ارتكبها المستوطنون منذ السابع من أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل 19 فلسطينياً وإصابة أكثر من 785 بجروح، إضافة إلى تهجير 28 تجمعاً بدوياً.

غارات

وفي قطاع غزة، قال مسعفون، إن 12 فلسطينياً على الأقل قتلوا في غارات شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، أمس. وذكر المسعفون، أن غارة إسرائيلية أودت بحياة امرأتين وطفلين في مخيم النصيرات، فيما قُتل ثمانية آخرون في غارتين أخريين في مدينة غزة.

في غضون ذلك، اشتبكت قوات إسرائيلية مع مقاتلين من حركة حماس في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث قال سكان إن الدبابات تنفذ عمليات هناك منذ أكثر من أسبوع، وفي شرق خان يونس وفي رفح قرب الحدود مع مصر. وذكر سكان أن القوات الإسرائيلية فجرت عدة منازل في رفح.