فر آلاف الفلسطينيين من منطقة في وسط قطاع غزة، أمس، بعد أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة أخرى تعج بالنازحين الفارين من العمليات في جنوب القطاع.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا»، أمس، بأن 14 % فقط من قطاع غزة لم يتأثر بأوامر الإخلاء الصادرة عن السلطات الإسرائيلية.
وقالت «الأونروا» في منشور أوردته على حسابها بمنصة «إكس»، إن سكان غزة مرهقون، يضطرون كل يوم تقريباً إلى الفرار من ملاجئهم المؤقتة دون أي مكان آمن يذهبون إليه، مضيفة: «العائلات تعيش ظروفاً غير إنسانية وسط الفوضى والخوف.. يجب أن يتوقف هذا، غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن».
في الأثناء، اعتقلت القوات الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية وصباح أمس، 15 فلسطينياً على الأقل من الضفة بينهم أسرى سابقون. وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في بيان مشترك، إن القوات الإسرائيلية أخضعت أكثر من 30 مواطناً لتحقيق ميداني في مخيم الدهيشة، وأفرجت عن غالبيتهم لاحقاً، كما نفذت عمليات تخريب وتدمير لأكثر من 20 منزلاً.
وأشار البيان إلى أن حصيلة الاعتقالات في الضفة ارتفعت منذ السابع من أكتوبر إلى نحو 9855، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
فتح تحقيق
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، فتح تحقيق للاشتباه في إساءة معاملة معتقل فلسطيني في معتقل سديه تيمان العسكري في النقب إلى حيث نقل الفلسطينيون الذين اعتقلوا في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر.
وقال الجيش، أمس، إنه بناء على أمر المدعي العام العسكري وفي أعقاب الاشتباه في إساءة معاملة معتقل إساءة كبيرة في معسكر سديه تيمان العسكري، فتح تحقيق في هذه القضية، من دون مزيد من التوضيح. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن ثمانية جنود اعتقلوا في إطار التحقيق.
وعلى الأثر، بثت شبكات التلفزيون لقطات لإسرائيليين توجهوا إلى معسكر الاعتقال بعد سماعهم باحتجاز الجنود وتمكن بعضهم من اقتحامه.
وأدان رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، اقتحام المعتقل وقال في بيان، إن اقتحام قاعدة عسكرية والإخلال بالنظام فيها سلوك خطير وغير مقبول بأي حال من الأحوال، وأن أفعالاً من هذا النوع تمثل خطراً على أمن الدولة، مضيفاً: «أدين بشدة هذا الحادث، ونحن نعمل على استعادة النظام في المعسكر».
اتهامات
سياسياً، اتهمت حركة حماس، أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة وقف لإطلاق النار في غزة، بإضافة شروط ومطالب جديدة إلى مقترح تهدئة تدعمه الولايات المتحدة بعد أحدث جولة محادثات أجريت عبر وسطاء.
وأضافت حماس في بيان، أن المطالب الجديدة فيها تراجع عما نقله الوسطاء على أنه ورقة إسرائيلية، والتي كانت جزءاً من مشروع الرئيس الأمريكي جو بايدن ولاحقاً قراراً لمجلس الأمن الدولي.
وأشارت الحركة إلى أن ذلك يظهر أن نتنياهو عاد من جديد لاستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى اتفاق. وقالت الحركة إنها تلقت أحدث رد إسرائيلي عقب محادثات أجريت في روما شاركت فيها إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر.