الفلسطينيون في «الفطر».. عيد بنكهة الحرب

فلسطينيون يقضون اليوم الأول للعيد في زيارة قبور أحبتهم برفح - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في غزة حيث بيعت حلويات العيد على رغم الحرب والأزمة الإنسانية الخانقة، إلى القدس حيث تحدّى آلاف الأشخاص البرد والمطر، مرّ أول أيام عيد الفطر أمس، كئيباً على الفلسطينيين الذين أقاموا الصلوات على أرواح ضحايا النزاع.

قال أحمد أبو شاعر تحت الخيمة البيضاء الكبيرة، حيث أقيمت صلاة العيد، والتي غصّت بعشرات الغزيين الذين لجأوا إلى مدينة رفح في أقصى جنوبي القطاع «العيد الماضي لم تكن هناك حرب، لكن هذا العام لدينا حرب مستمرة منذ ستة أشهر وهي تدخل شهرها السابع».

أضاف: «كان مسجد الفاروق في العام الماضي ما زال على هيئته (...) قُصف قبل شهر رمضان بأسبوعين تقريباً أو ثلاثة أسابيع».

في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية، لم يشبه عيد الفطر هذا العام أي عيد آخر. فالحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر على غزة لا تهدأ.

كفى حرباً

وقال أحمد قشطة (33 عاماً) وهو أب لأربعة أبناء: «أقسم بالله لم نشهد عيداً مثل هذا العيد المليء بالحزن والخوف والدمار والخراب» بسبب الحرب. وأضاف أحمد وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى رفح مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين يبحثون عن مأوى من القتال: «نحن نحاول أن نكون سعداء، لكن الأمر صعب».

وقالت عبير سقيق (40 عاماً) التي تقيم في خيمة في رفح مع عائلتها، إن العيد يعني «أجواء هادئة وألعاب أطفال وغاتوهات (قوالب حلوى) ومشروبات وشوكولاتة في كل بيت».

وأضافت: «لكنه (هذا العام) عيد حزن وتعب. لقد دمروا غزة... كفى حرباً ودماراً»، قائلة إن سكان غزة يرغبون في أن يتم التوصل إلى هدنة.

وبدل المخبوزات التي تحضّرها الأسر عادة خلال احتفالات عيد الفطر، روى أحد السكان أنه قدّم لأطفاله سكاكر من حصص إعاشة وزّعتها الأمم المتحدة.

من جهته، قال معين أبو راس (44 عاماً)، وهو أحد سكان غزة: «إنه يوم خالٍ من دفء التجمعات العائلية». وبسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت «لا نستطيع حتى الاتصال بأقاربنا».

في القدس

في القدس الشرقية، وتحت مراقبة مشددة من شرطة الاحتلال، توافد عشرات الآلاف من المصلين إلى باحة المسجد الأقصى المبارك. وقالت روان عبد الممرضة البالغة 32 عاماً من القدس: «إنه أتعس عيد يمر علينا.

في المسجد يمكن رؤية الحزن على الوجوه». وأضاف أحد الوافدين للمسجد (37 عاماً) وهو من سكان القدس: «الجميع يفكر في ما يحدث في غزة. هذا العام ليس هناك احتفال، نحن فقط سنزور أقاربنا في منازلهم. سنشعر بالذنب إذا فعلنا شيئاً احتفالياً».

 

Email