اجتياح رفح.. بلينكن يحذر ونتنياهو يتحدى

طفلة فلسطينية تقف وسط أنقاض مسجد في رفح دمره القصف الإسرائيلي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تحذيراً شديد اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وأعضاء حكومة الحرب في اجتماعهم، بحسب موقع «والا» الإسرائيلي، قائلاً:

«أنت بحاجة إلى خطة واضحة وإلا ستبقى ببساطة عالقاً في غزة»، مشدداً على أن أي هجوم على مدينة رفح في جنوبي غزة سيهدد بفرض «عزلة أكبر» على إسرائيل والإضرار بأمنها على المدى الطويل، فيما رد نتنياهو بالقول: «إذا حدث ذلك فسنكون مشغولين هناك عقوداً من الزمن»، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي «سيدخل رفح» من دون موافقة واشنطن.

ويوضح تحذير بلينكن قلق إدارة بايدن في شأن استراتيجية إسرائيل في غزة، والتي يمكن أن تؤدي إلى احتلال طويل الأمد للقطاع من دون خطة خروج.

وقال بلينكن لنتنياهو وأعضاء حكومة الحرب إنه يصل إلى إسرائيل المرة الثامنة منذ بداية الحرب كونه عضواً يدافع عن إسرائيل في جميع أنحاء العالم منذ 7 أكتوبر. وذكر مصدر مطلع على التفصيلات أن بلينكن أبلغ أعضاء مجلس الوزراء الحربي أن أمن إسرائيل ومكانتها الدولية في خطر، وقال بلينكن: «أنت لم تفهم الأمر بعد. حينما تفعل ذلك، قد يكون الوقت قد فات».

حرب استنزاف

وأوضح بلينكن لنتنياهو حسب موقع «والا» الإسرائيلي أن الاتجاه الحالي الذي تسلكه إسرائيل، من دون خطة واضحة لليوم التالي للحرب، قد يترك إسرائيل في غزة تواجه المسلحين في حرب استنزاف سيكون من الصعب استمرارها فترة طويلة. وقال بلينكن لنتنياهو وأعضاء مجلس الوزراء الحربي:

«أنتم في حاجة إلى خطة واضحة وإلا ستبقون ببساطة عالقين في غزة». وأخبر بلينكن أعضاء مجلس الحرب بأنه في المسار الحالي ستبقى «حماس» في السلطة في غزة، أو ستكون هناك فوضى لن تؤدي إلا إلى خلق الظروف لمزيد من الإرهاب في غزة.

كما قال بلينكن للصحفيين في أثناء مغادرته إسرائيل إنه أجرى «محادثات صريحة»، في إشارة إلى اجتماعاته مع مسؤولين ومن بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وذكر أن أي عملية عسكرية برية في رفح «تخاطر بقتل المزيد من المدنيين، كما تثير أخطاراً من إحداث دمار أكبر للمساعدات الإنسانية، وتهدد بفرض عزلة أكبر على إسرائيل في أنحاء العالم وتعريض أمنها ومكانتها على المدى الطويل للخطر».

وذكر المصدر بحسب موقع «والا» الإسرائيلي أنه بعدما استمع نتنياهو لكلام بلينكن رد واعترف: «إذا حدث ذلك فسننشغل هناك عقوداً».

ويبدو أن تحذيرات بلينكن لم تجد لدى نتنياهو إلا الإصرار على المضي قدماً في عملية عسكرية في رفح.

نتنياهو يتحدى

وقال نتنياهو بعد لقاء بلينكن: «لقد التقيت وزير الخارجية بلينكن اليوم، وقلت له إنني أقدر بشدة حقيقة أننا نقف معاً منذ أكثر من خمسة أشهر في الحرب ضد حماس، وأخبرته أيضاً بأننا ندرك الحاجة إلى إخلاء المناطق المكتظة بالسكان المدنيين من مناطق القتال وبالطبع نهتم أيضاً بالاحتياجات الإنسانية ونحن نعمل على تحقيق هذه الغاية».

وأضاف: «لكنني قلت أيضاً إنه لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس من دون الدخول إلى رفح والقضاء على بقية الكتائب هناك، وأخبرته بأنني آمل أن نفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، ولكن إذا اضطررنا لذلك، فسنفعل ذلك وحدنا».

ميدانياً أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يواصل عمليته ضد مسلحين في مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة «حتى الآن، قضت القوات على أكثر من 150 مسلحاً في محيط المستشفى»، وتم اعتقال مئات من المشتبه بهم.

وذكر سكان لوكالة الأنباء الألمانية إن الجيش الإسرائيلي هاجم معظم المنازل المحيطة بالمستشفى. ولم يتسنَّ في البداية التحقق من أي من هذه الادعاءات بشكل مستقل.

حصيلة الضحايا

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الجمعة ارتفاع الحصيلة في قطاع غزة إلى 32070 قتيلاً و74298 جريحاً، منذ بدء الحرب.

وقالت الوزارة في بيان «وصل إلى المستشفيات 82 شهيداً و110 مصابين» في الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن الكثير من الضحايا ما زالوا تحت الركام أو على الطرق ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

في الأثناء قال الجيش الإسرائيلي إنه فتح نقطة دخول جديدة للمساعدات إلى غزة وإنه يسمح بدخول إمدادات غير محدودة إلى القطاع بعدما ذكر تقرير تدعمه الأمم المتحدة أن خطر المجاعة أصبح وشيكاً في الشمال وأنها قد تنتشر في القطاع.

وقال الكولونيل موشيه تيترو، قائد مديرية التنسيق والارتباط الإسرائيلية في غزة، للصحفيين عند المعبر 96 وهي نقطة دخول جديدة لإيصال الإمدادات إلى المنطقة الشمالية «نبذل كل ما في وسعنا لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة»، ملقياً باللوم على بطء منظمات الإغاثة الدولية التي قال إنها تفتقر إلى القدرة على توزيع الإمدادات داخل غزة حيث خلف القتال آثار الدمار والخراب.

Email