بعد «فيتو» روسي صيني.. المجلس يصوّت اليوم على مشروع جديد يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار

مجلس الأمن يخفق في تمرير قرار أمريكي لوقف حرب غزة

أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة للتصويت على اقتراح لوقف إطلاق النار بغزة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، في تمرير مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة في إطار اتفاق بشأن الرهائن بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضده، فيما أفادت مصادر دبلوماسية بأن مجلس الأمن سيصوّت اليوم السبت على مشروع قرار جديد يدعو بوضوح إلى «وقف فوري لإطلاق النار».

ونال مشروع القرار الأمريكي تأييد 11 دولة من الأعضاء الـ15 للمجلس، في حين رفضته ثلاث دول هي الصين وروسيا والجزائر، وامتنعت غويانا عن التصويت.

ودعا القرار إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار» لمدة ستة أسابيع تقريباً من شأنه حماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.

وامتنعت جيانا عن التصويت. ويعكس القرار مزيداً من التشديد في موقف واشنطن تجاه إسرائيل. ففي وقت سابق من الحرب كانت الولايات المتحدة تعارض حتى عبارة وقف إطلاق النار واستخدمت حق النقض ضد إجراءات تضمنت دعوات لوقف فوري لإطلاق النار.

وقالت ليندا توماس جرينفيلد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن: «الغالبية العظمى من هذا المجلس أيدت مشروع القرار، لكن للأسف قررت روسيا والصين استخدام حق النقض (الفيتو)». وذكرت قبل التصويت أن عدم اعتماد المجلس للقرار سيكون «خطأ تاريخياً».

قرار مسيّس

ودعا فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة الدول الأعضاء بمجلس الأمن خلال حديثه قبل التصويت إلى التصويت ضد القرار. وذكر أن القرار «مُسيَّس بشكل مبالغ فيه» ويتضمن فعلياً منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح في جنوب القطاع، والتي يلوذ بها أكثر من نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في خيام مؤقتة للهروب من الهجوم الإسرائيلي في شمال غزة.

وقال نيبينزيا في الاجتماع: «سيطلق هذا يدي إسرائيل وسينتج عنه أن كل السكان في جميع أنحاء غزة سيتعين عليهم مواجهة الدمار أو الخراب أو الطرد».

وأضاف أن عدداً من الدول غير دائمة العضوية بمجلس الأمن صاغت قراراً بديلاً وصفه بأنه وثيقة متوازنة وقال إنه لا مبرر للأعضاء لعدم دعم ذلك القرار.

وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة، إن النص الذي اقترحته الولايات المتحدة غير متوازن وانتقده لعدم معارضته بوضوح لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، والتي قال إنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. وأضاف السفير تشانغ جون بعد التصويت:

«المسودة الأمريكية... تضع شروطاً مسبقة لوقف إطلاق النار، وهو ما لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار القتل، وهو أمر غير مقبول». وأوضح أنه لو كانت الولايات المتحدة جادة بشأن وقف إطلاق النار، لما استخدمت حق النقض ضد عدة قرارات سابقة في مجلس الأمن.

واستخدمت واشنطن حق النقض لوقف ثلاثة مقترحات تتعلق بالحرب في غزة منذ بدايتها، منها قراران طالبا بوقف فوري لإطلاق النار. وبررت الولايات المتحدة استخدام حق النقض بالقول إن اتخاذ مثل هذا الإجراء في المجلس قد يعيق محادثات وقف إطلاق النار.

وسعت الولايات المتحدة إلى ربط أي دعم من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.

إلى ذلك أفادت مصادر دبلوماسية، الجمعة، بأن مجلس الأمن الدولي سيصوّت السبت على مشروع قرار يدعو بوضوح إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة، وذلك بعد الفيتو الروسي والصيني على مشروع قرار أمريكي أشار إلى وقف إطلاق النار.

وسيتم التصويت على المشروع الذي أعده العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين في الساعة العاشرة (15,00 ت غ)، وفق ما قالت المصادر المذكورة لوكالة فرانس برس.

مشروع فرنسي

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، إن بلاده ستعمل مع دول عربية على إقناع روسيا والصين بدعم قرار في الأمم المتحدة يدعو لوقف إطلاق النار في غزة بعد أن استخدم البلدان حق النقض (الفيتو) ضد قرار اقترحته الولايات المتحدة.

وقال ماكرون في ختام اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «بعد استخدام روسيا والصين حق النقض قبل دقائق قليلة، سنستأنف العمل على مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن، وسنعمل مع شركائنا الأمريكيين والأوروبيين والعرب للتوصل إلى اتفاق».

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إنها بدأت صياغة قرار مع دبلوماسيين، قائلة إنهم سيطرحون مسودة إذا لم يتم إقرار القرار الأمريكي.

Email