مجلس السيادة أكد «انفتاحاً مشروطاً» على مبادرات حل الأزمة
«الصحة العالمية»: السودانيون يموتون لنقص الخدمات والأدوية
حذرت منظمة الصحة العالمية من «كارثة إنسانية» في السودان، نتيجة ضعف الخدمات الصحية الأساسية، في ظل أزمة النزوح «الخطيرة» التي تعيشها البلاد، مفيدة بأن السودانيين «يموتون لعدم تمكنهم من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والأدوية».
في وقت أعرب مجلس السيادة السوداني عن الانفتاح على المبادرات الإقليمية المطروحة لوضع أوزار الحرب الدائرة رحاها في البلاد، بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل الماضي.
أزمة نزوح خطيرة
وأعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه إزاء ضعف الخدمات الصحية الأساسية بالسودان، في ظل أزمة النزوح «الخطيرة» التي تعيشها البلاد.
وقال غيبريسوس، في مؤتمر صحافي، أول من أمس: «إن الناس بالسودان يموتون لعدم تمكنهم من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والأدوية».
وحذّر غيبريسوس من «كارثة إنسانية» في السودان، بفعل القتال المستمر منذ أكثر عن 10 شهور، ما أثّر بشكل «قاتل» في حياة المدنيين، منوّهاً بأن أزيد من 6 ملايين شخص، وجدوا أنفسهم مضطرين للنزوح داخل البلاد، في وقت لجأ نحو مليوني شخص للفرار إلى البلدان المجاورة، واصفاً الوضع بـ «أكبر نزوح بشري في العالم».
ورجّح غيبريسوس أن يغدو الوضع في السودان أسوأ بكثير «إن تجاهل العالم معاناة السودانيين، ما سيزيد دون شك من عدد القتلى».
مبادرات إقليمية
في الغضون قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، إن المجلس منفتح على المبادرات الإقليمية المطروحة، لتسوية الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، منوّهاً برفض المجلس أي مبادرة تنتقص من سيادة السودان، أو تهدد أمنه القومي.
إلى جانب انفتاح البلاد على المبادرات الإقليمية المطروحة لحل الأزمة، أكد عقار الانفتاح كذلك على قضية خروج الأجانب من السودان.
جاء ذلك في بيان أصدره مجلس السيادة السوداني، في أعقاب لقاء عقار مع سفراء المجموعة الأفريقية ورؤساء البعثات الدبلوماسية، أمس، بمقر السفارة السودانية في أوغندا.
ووصف عقار الحرب الدائرة في السودان بـ «حرب احتلال»، استعانت خلالها قوات الدعم السريع بعدد من الدول، و«مارست شتى أنواع الانتهاكات».
وخلال اللقاء، قدّم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني للسفراء ورؤساء البعثات، شرحاً «لخارطة طريق إنهاء الحرب الخاصة بحكومة السودان بمراحلها الأربع».
وأوضح عقار أن تعاطي السودان مع أي مبادرة، يستند على احترام سيادة البلاد، مشدداً على أن الحكومة السودانية لن تنخرط في أي مبادرة تنتقص من سيادة البلاد أو تهدد أمنها القومي.
جدير بالذكر أن رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للجيش والقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، أكد الثلاثاء، أنه إذا لم ينتهِ الصراع في البلاد، فلن تكون هنالك عملية سياسية.
أعباء متفاقمة
إلى ذلك، قالت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي، إن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم، إذ يفر ملايين الأشخاص، بحثاً عن الأمان داخل البلاد وخارجها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لعرض مستجدات الأمور والأوضاع في المنطقة.
وأضافت بلخي أن الزلازل التي ضربت أفغانستان، والمغرب، وسوريا، في الآونة الأخيرة، والفيضانات التي وقعت في ليبيا، وباكستان، والتزايد الكبير، المستمر، في عدد حالات الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك، في شتى أنحاء الإقليم، كل ذلك أدى إلى تفاقم عبء الاحتياجات الصحية والإنسانية في جميع أنحاء دول المنطقة.
ولفتت بلخي إلى تزايد حالات الطوارئ الصحية في شتي أنحاء المنطقة بوتيرة سريعة، إذ يتأثر 13 بلداً، بشكل مباشر وغير مباشر، بالنزاعات، مبيّنة أن المنظمة استجابت خلال العام الماضي لـ 73 فاشية للأمراض.
