«يونيسيف»: جنوب قطاع غزة يتعرض لأسوأ قصف.. وخسائر فادحة في صفوف الأطفال

إسرائيل تُهجّر سكان خانيونس وتكثف غاراتها وعملياتها البرية جنوباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسعت إسرائيل من نطاق عملياتها البرية في جنوب غزة، بالتزامن تكثيف غاراتها على مدن جنوب القطاع وخانيونس ورفح ودير البلح، على وجه الخصوص، وأمرت السكان بمغادرة مناطق شاسعة من خانيونس، فيما واصلت قصف مدن الشمال. وتوغلت عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة في بلدة القرارة بشمال مدينة خانيونس وفق ما أكد شهود عيان لوكالة فرانس برس، أمس الاثنين.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري أعلن مساء الأحد، أن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد حماس في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس».

خريطة صفراء

وأمرت إسرائيل السكان بمغادرة مناطق شاسعة من خانيونس، أمس الاثنين، مع مواصلة توغلها البري في الجنوب، مما دفع السكان إلى الفرار حتى وسط سقوط القذائف على مناطق لا تزال توصف بأنها آمنة، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».

ونشر الجيش الإسرائيلي صباح أمس، خريطة على منصة «إكس» تحدد نحو رُبع مدينة خانيونس باللون الأصفر الذي يشير إلى المناطق التي لا بد من إخلائها. وشملت الخريطة ثلاثة أسهم تشير إلى الجنوب والغرب، ما يعني مطالبة السكان بالتحرك باتجاه البحر المتوسط ​​والحدود المصرية.

وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس أن «القتال والتقدم العسكري لجيش الدفاع في منطقة خانيونس لا يسمحان بتنقل المدنيين عبر محور صلاح الدين في المقاطع الواقعة شمالي وشرق مدينة خانيونس».

وبحسب أدرعي فإن المحور تحول إلى «ساحة قتال ومن الخطورة بمكان الوصول إليه». لكنه أشار إلى إتاحة الجيش تنقل المدنيين «الإنساني عبر المحول الالتفافي الواقع غربي خانيونس».

شهادات للنازحين

وكثيرون من أولئك الذين نزحوا بالفعل من شمال قطاع غزة، وينام معظمهم في العراء بملاجئ مؤقتة، ليس معهم سوى متعلقات قليلة متبقية في أكياس بلاستيكية. وقال أبو محمد لـ«رويترز»، إن هذه هي المرة الثالثة التي يضطر فيها للفرار منذ أن ترك منزله في مدينة غزة في الشمال. وتساءل لماذا تم إخراج السكان من منازلهم في غزة إذا كانت هناك خطط لقتلهم هنا.

وفر ما يصل إلى 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من ديارهم، بسبب حملة قصف إسرائيلية حولت معظم القطاع الساحلي المكتظ إلى حطام. ويقول مسؤولو الصحة في القطاع إن القصف أسفر عن سقوط أكثر من 15 ألفاً و899 شخصاً، مع بقاء آلاف آخرين في عداد المفقودين، ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.

استهداف مدرستين

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، أمس، بسقوط ضحايا في قصف استهدف عدة مواقع بقطاع غزة، منها مدرسة تؤوي نازحين في بيت لاهيا شمال القطاع. كما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أن 50 شخصاً على الأقل قُتلوا أمس في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرستين تؤويان نازحين في حي الدرج شمال قطاع غزة.

تركزت الغارات الجوية الإسرائيلية، أمس، على جنوبي قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أن الغارات الإسرائيلية قتلت وأصابت العشرات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في جنوبه، وتحديداً في دير البلح وخانيونس ورفح.

وتتعرض مدينة خانيونس لقصف إسرائيلي هو الأعنف منذ بداية الحرب.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» جيمس إلدر، إن «أسوأ قصف في الحرب يجري حالياً في جنوب قطاع غزة، ونرى خسائر فادحة في صفوف الأطفال». وأضاف إلدر، في منشور مساء الأحد على حساب المنظمة عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»،: «أسوأ قصف في الحرب يجري حالياً في جنوب قطاع غزة، ونرى خسائر فادحة في صفوف الأطفال». وكتب المسؤول الأممي «لدينا إنذار أخير لإنقاذ أطفال غزة وضميرنا الجماعي».

تصريحات ميدانية

بدوره، قال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي أمس الاثنين، إن قوات المدرعات والقوات البرية الأخرى تقترب من إنجاز مهمتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وإنها تعمل في أماكن أخرى من القطاع مستهدفة حركة حماس. وأضاف البريجادير هشام إبراهيم لراديو الجيش الإسرائيلي: «الأهداف في الجزء الشمالي حُققت تقريباً... لقد بدأنا بتوسيع التحركات البرية لتشمل أجزاء أخرى من القطاع بهدف واحد: الإطاحة بحركة حماس»، على حد قوله.

من جهتها أعلنت حركة حماس استهداف 5 آليات للجيش الإسرائيلي في منطقة الفالوجا، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

وأشارت «حماس» إلى أن مقاتليها استهدفوا 5 آليات متوغلة بقذائف الياسين، وهي قذائف الهاون من العيار الثقيل.

وقالت تقارير إن عناصر من حركة «حماس» يخوضون اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وفي وقت سابق أمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 عسكريين جدد في المعارك مع المقاتلين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبهذا، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الهجوم البري على غزة في أواخر أكتوبر إلى 75، وإلى 400 منذ 7 أكتوبر الماضي، عندما شنت حماس هجوماً مباغتاً وغير مسبوق على الدولة العبرية.

Email