تقارير البيان

في يوم الطفل العالمي.. براءة الصغار في غزة تحت النار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحل اليوم العالمي للطفل هذا العام، بينما تُرتكب واحدة من أبشع الجرائم بحق الإنسانية، وهي قتل عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة. وبات قتل الأطفال بعمر الزهور مشهداً روتينياً لدى المجتمع الدولي، حيث يدفعون أغلى ثمن لحرب لم يختاروها، وقرروا كتابة أسمائهم على أيديهم، حتى يسهل التعرف عليهم إذا قتلوا مع جميع أفراد عائلاتهم في ظل الغارات الإسرائيلية المكثفة المستمرة على القطاع المحاصر.

تبدو أحلام الأطفال كلها واحدة وبسيطة جداً، وتتمثل في البقاء على قيد الحياة، لكنها لم تعد ممكنة في ظل المأساة التي يعيشها القطاع. فالموت يتربص بهم في كل لحظة وفي كل جهة، حيث إنه حسب آخر الإحصائيات فإن الأطفال يشكلون ما لا يقل عن 40 % من نسبة ضحايا هذه الهجوم، حيث تجاوزوا 5000 قتيل.

استهداف

الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل هذا العام جاء تحت شعار «لكل طفل، كل الحقوق» في وقت يتعرض فيه أطفال فلسطين عامة، وفي غزة بشكل خاص، لاستهداف شرس، حيث أكدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت خلال شهر من حربها على قطاع غزة الفقير والمحاصر من الأطفال، بما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعاً مسلحاً حول العالم خلال 4 سنوات، وتقول مؤسسات حقوقية إن الغارات الإسرائيلية تقتل في المعدل طفلاً فلسطينياً كل 7 دقائق، في رقم غير مسبوق في التاريخ المعاصر.

لقد تأذى أطفال غزة كثيراً بسبب التصعيد العنيف الأخير، فقد أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال. فبخلاف الأطفال الذين قتلوا وعائلاتهم، ستخلف وصمات عميقة في أذهان الصغار الذين عاشوا، بعدما فقدوا عائلاتهم وباتت عودتهم إلى الحياة الطبيعية أمراً شديد الصعوبة.

أصوات المدافع

في الوقت الذي ينام فيه أطفال العالم آمنين في بيوتهم تفجع هجمات إسرائيل أطفال غزة بهجمات غادرة على منازلهم، حيث استيقظ أطفال في يومهم العالمي على أصوات المدافع مذعورين، وأثّرت تلك الاعتداءات المتعددة الأشكال والأساليب على الصحة النفسية والجسدية لهؤلاء الأطفال، وقيدت حرياتهم واغتالت طفولتهم في ظل الصمت الدولي، وتسعى منظمات حقوقية إلى إيصال أصوات هؤلاء الأطفال وحقهم في الحياة بكل الجهود وعلى كل المستويات، حيث إن وقف هذا العنف هو الحل الوحيد لحماية الأطفال الذين أصبحوا أهدافاً في أي مكان.

لقد أدى تصاعد العنف في غزة إلى تفاقم معاناة الأطفال التي كانت حياتهم صعبة أصلاً ولعدة سنوات، بشكل لا يحتمل. ويعتمد نصف الأطفال على المساعدات الإنسانية، واحد من كل أربعة أطفال يحتاج إلى رعاية نفسية-اجتماعية.

Email