جنوبي غزة.. نازحون بلا مأوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما تستعد إسرائيل لتوسيع حملتها العسكرية في غزة، يتساءل فلسطينيون، منهم محروس نصر الله البالغ من العمر 80 عاماً، عما إذا كان سيتبقى لهم أي مكان للاحتماء في هذا الجيب الصغير، حيث تحولت أحياء بكاملها إلى أنقاض.

كان نصر الله في الخامسة من عمره، عندما أُجبرت عائلته على الانتقال من مسقط رأسه في بئر السبع إلى غزة خلال النكبة، مع التهجير الجماعي للفلسطينيين، بعد تأسيس إسرائيل عام 1948.

ولا يزال نصر الله يحلم بالعودة إلى بيت الطفولة ذاك في صحراء النقب. وقال «ودونا على النجب (النقب)... النجب تاخد ملايين البني ادمين ونضل عايشين، أما كل سنة وسنتين يعملولنا مشاكل وترحيل وضرب وموت... حياة يائسة».

لكن التفكير في ملجأ جديد الآن في وسط إسرائيل، هو أمل بعيد المنال وميؤوس منه.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى تسوية مساحات واسعة من شمالي غزة بالأرض، وتهجير نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى الجنوب. وزاد تغير الطقس من بؤسهم بعد هطول الأمطار على الملاذات والخيام الواهية.

ويواصل السكان المصابون بصدمات نفسية الترحال منذ بداية الحرب، متنقلين بين المستشفيات أو من الشمال إلى الجنوب، وفي بعض الحالات عادوا مجدداً من حيث أتوا.

وربما يؤدي الهجوم الإسرائيلي المتوقع في الجنوب إلى إجبار مئات الآلاف من الذين فروا من مدينة غزة على النزوح مرة أخرى، ما يفاقم الأزمة الإنسانية المؤلمة بالفعل.

ويتساءل كثيرون، ومنهم ليلى أبو نمر، التي انتقلت من مدينة غزة إلى الجنوب، كيف يمكن لعائلتها أن تنجو من الهجوم الإسرائيلي، الذي دخل الآن أسبوعه السابع.

وقالت «لا يوجد خبز، وإذا حصلنا على رغيف نقسمه على الأطفال. يوجد خضراوات، أعطونا خضراوات، لكن لا يوجد سبيل لطهيها، لذا، لا يستطيع الأطفال أن يأكلوا». وأضافت «عندما ننام كل يوم، يستيقظ الأطفال مذعورين على دوي (الانفجارات). لا يوجد أمان على الإطلاق». نورهان ساق الله غادرت مدينة غزة، وانتقلت إلى دير البلح، وتعيش حالياً مع أسرتها في خيمة.

تقول «بيهددوا بأنهم يطلعوا كل اللي اتهجروا أساساً من غزة للجنوب، ومن ضمنهم كمان أهل الجنوب... في تهديد منهم انهم بدهم يفضوا المنطقة لدخول بري، فاحنا وين مصيرنا حيكون؟ وين المكان اللي حنقعد فيه؟».

Email