أثارت هيمنة قوات الدعم السريع السودانية على إقليم دارفور، والتقدم الذي حققته في مناطق أخرى، تمتد شرقاً صوب العاصمة الخرطوم، تكهنات ومخاوف باحتمال تعرّض البلاد لانقسام جديد بعد 12 عاماً على انفصال جنوب السودان.

ونقلت وكالة «رويترز»، عن محللين ودبلوماسيين قولهم، إنه من غير الواضح كيف ستتمكن «الدعم السريع» من حكم إقليم منشق، إذ تسعى الأخيرة إلى تأمين دورها في أي تسوية سياسية بعد قتال دائر منذ سبعة أشهر.

وقال سليمان بالدو من برنامج «تتبع الشفافية والسياسة السودانية»، إن الحكم «يعني أن تتسلم مسؤوليات الغذاء والصحة والأمن، ما يريدونه هو أن يكونوا طرفاً في الاتفاق المقبل».

وتعلن «الدعم السريع»، أنها تتقدم وتخوض اشتباكات في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وحول قواعد الجيش في الخرطوم. فيما تعهدت بالوصول إلى بورتسودان (شرقاً)، التي اتخذها موظفون حكوميون، وبعثات دولية مقراً.

وقال السياسي، ياسر عمران، إنه ليس هناك خطر فوري من انقسام السودان، لكن «لا يمكن استبعاده». وأضاف: «هناك حاجة لضغط شعبي، حشد كبير ضد هذا السيناريو».

تأجيل مباحثات

وقال مندوبان سودانيان، إن «مباحثات جدة» تأجلت مرة أخرى مع عدم وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، بعدما طالبت «الدعم السريع» بإقامة نقاط تفتيش، ومواقع لإضفاء الطابع الرسمي على دورها في الخرطوم مقابل مغادرة المناطق المدنية.

وقف القتال

إلى ذك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة طرفي النزاع في السودان إلى وقف القتال فورا والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية مما يمهد الطريق لإجراء حوار شامل واستئناف الانتقال السياسي الديمقراطي لاستعادة النظام الدستوري.

جاء ذلك في تقريره عن الحالة في السودان المقدم إلى مجلس الأمن. وأشار التقرير إلى أن النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تسبب في كارثة إنسانية في السودان حيث ويواصل الطرفان السعي لتحقيق نصر عسكري ويكثفان عملياتهما ويوسعانها دون أي إشارة تدل على وقف التصعيد.

ونبّه التقرير إلى أن المدنيين يدفعون الأثمان، ولا بد من الإسراع بوضع حد لآلام الشعب السوداني ومعاناته. ورحب الأمين العام في تقريره باستئناف محادثات جدة، داعياً الطرفين إلى اغتنام هذه الفرصة للاتفاق على وقف إطلاق النار وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية.

وأشاد غوتيريش بجميع المبادرات التي تقوم بها الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للمساعدة في حل النزاع. وقال إن هذه الجهود، كي تكون فعالة، يجب أن ترتكز على تنسيق واتساق قويين لتحقيق نتائج ملموسة وتجنب احتمال حدوث استجابة دولية مجزأة. وأكد الأمين العام استعداد الأمم المتحدة لتقديم المساعي الحميدة رفيعة المستوى والخبرة للمساعدة في تعزيز هذه الجهود.