تقارير «البيان»

ليبيا تحصّن جنوبها من رياح التحولات

التنافس داخل ليبيا يسرّع مشاريع إعادة الإعمار - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل الجيش الليبي تنفيذ حملاته الواسعة لتأمين المناطق الحدودية، في ظل تنافس بين سلطات غرب وشرق البلاد على بسط النفوذ بالجنوب الكبير الغني بالثروات.

وأكدت مصادر عسكرية، لـ«البيان»، أن قوات الجيش تعمل على طرد المسلحين الأجانب ومنع تدفق المزيد من المهاجرين غير النظاميين، وقطع الطرق أمام المهربين، لاسيما مع اتساع دائرة الغموض حول الوضع في دول الجوار الجنوبي، خاصة النيجر والسودان. وأضافت أن الهدف من تأمين الجنوب هو إطلاق عملية واسعة لإعادة تعميره، وتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب على الانطلاق في إنجاز مشاريع استثمارية في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والتجارة وغيرها بإقليم فزان.

وللتنسيق مع الفعاليات الاجتماعية، واصل قائد الجيش المشير خليفة حفتر عقد الاجتماعات مع الوفود القبلية في إقليم فزان، لتدارس الأوضاع ومستجداتها، وتحديد أفضل الآليات لمنع العودة إلى مربع العنف والفوضى من قبل أي طرف كان، مثمناً جهود القبائل المبذولة لدعم القوات المسلحة في تأمين الحدود والحفاظ على أمن مُدن ومناطق الجنوب الليبي.

وفي الأثناء، تعهد وزير الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عصام أبو زريبة بتوفير المعدات اللازمة خلال الفترة المقبلة لتأمين الجنوب والجنوب الغربي بشكل كامل.

وأشار خلال لقاء جمعه، أول من أمس، مع مدير إدارة الشؤون الفنية والاتصالات اللواء علي الأوجلي، إلى ما أنجزته الإدارة في المرحلة الأولى من تأمين المنطقة الجنوبية، مؤكداً الاستعداد للانتقال إلى تأمين مديريات مناطق ومدن الجنوب الغربي.

وأوضحت الوزارة أن المرحلة الثانية من الأعمال ستنطلق الأسبوع المقبل، في ظل جهود تبذل لتركيب المنظومات الأمنية في المنطقة الجنوبية ومنطقة الجنوب الغربي بشكل عام.

تنافس

ويرى المراقبون، أن تنافساً يدور هذه الأيام بين حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس والحكومة المنبثقة عن مجلس النواب في بنغازي، حول النفوذ بالجنوب وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، والاستفادة من الثروات الطائلة كالنفط والغاز والماء والذهب والحديد واليورانيوم والفوسفات وغيرها.

وفي السياق، شدّد المجلس الرئاسي الليبي، على ضرورة تكثيف الجهود لتأمين الحدود بصفتها أمناً قومياً، خلال هذه المرحلة التي تعيشها دول الجوار، في إشارة إلى التحولات التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء المجاورة لليبيا.

وينتظر أن يتم الإعلان خلال الفترة القادمة عن عدد من مشاريع إعادة الإعمار في مدن وقرى الجنوب وخاصة في مدينة مرزق التي عادت لتسير على طريق المصالحة الوطنية بين مختلف مكوناتها الاجتماعية والثقافية.

 

Email