تجدد معارك الخرطوم والمهجّرون إلى 6 ملايين

تجددت المعارك، أمس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم، لليوم الثالث على التوالي في منطقة جبل أولياء، حيث سمعت أصوات الانفجارات، فيما أدّت الحرب إلى تشريد أكثر من 6 ملايين شخص، ويحتاج 25 مليون مدني، أي ما يقرب من نصف السكان، إلى المساعدة الإنسانية.
وكانت مصادر من قوات الدعم السريع أكدت أنها تمكنت من الاستيلاء على قاعدة النجومي الجوية في منطقة جبل أولياء بعدما هاجمت قوات الجيش هناك وأجبرتها على التراجع جنوباً باتجاه ولاية النيل الأبيض في وسط السودان، ولكن الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله نفى في بيان سيطرة الدعم السريع على قاعدة النجومي الجوية، قائلاً: «لا صحة لما تم الترويج له باحتلال قاعدة النجومي الجوية جنوبي الخرطوم أو الاقتراب منها».
وأضاف إن قوات الجيش دحرت هجوماً من قبل الدعم السريع على منطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على خزان جبل أولياء الذي يحوي جسراً صغيراً يربط مدينة أم درمان بجنوبي الخرطوم لإيجاد خط إمداد جديد، وذلك بعد تدمير جسر شمبات يوم السبت والذي كانت تستخدمه كخط لإمداد قواتها في مدن العاصمة الثلاث.وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بتدمير جسر شمبات الرابط بين مدينة أم درمان والخرطوم بحري.
وقال سكان إن ضربات مدفعية متقطعة يُسمع صداها من قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمالي مدينة أم درمان، استهدفت مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في مدينة بحري شمالي الخرطوم وعدد من أحياء جنوبي الخرطوم وغربي أم درمان.
ودارت اشتباكات أمس بالأسلحة الثقيلة والمدفعية بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأحياء الغربية لمدينة الأبيض في شمالي كردفان، أسفرت عن وقوع 6 إصابات وسط المدنيين، وفق ما أفاد به مسعفون في غرفة الطوارئ بالمدينة. وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الأبيض من ثلاثة اتجاهات، في محاولة للسيطرة على مقر الفرقة الخامسة التابعة للجيش، وذلك بعد أيام قليلة من سيطرتها على ثلاث مدن رئيسة في إقليم دارفور، ومن ذلك فِرق وحاميات الجيش هناك.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فقد اضطر 4.9 ملايين شخص في السودان إلى الهجرة إلى مناطق آمنة داخل البلاد منذ منتصف أبريل، كما انتقل 1.2 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، وبلغ مجمل عدد النازحين 6 ملايين و278 ألفاً حتى 7 نوفمبر.
ويحتاج نحو 25 مليون مدني، أي ما يعادل نصف عدد السكان، إلى المساعدات الإنسانية، وقد قالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، منسقة المساعدات الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي إنّهم بصفتهم الأمم المتحدة، يستهدفون تقديم المساعدات الإنسانية إلى 12 مليون شخص.