نتانياهو يرفض الدعوات إلى وقف إطلاق النار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الليل وحتى صباح يوم الأحد، بينما اشتبكت القوات البرية الإسرائيلية مع مسلحي حركة حماس بالقرب من أكبر مستشفى في القطاع، حيث يقول مسؤولو الصحة إن الآلاف من المسعفين والمرضى والنازحين عالقون بدون كهرباء وسط إمدادات آخذة في التضاؤل.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفض في خطاب متلفز السبت، الدعوات الدولية المتزايدة إلى وقف إطلاق النار ما لم يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 239 الذين أسرتهم حماس في هجوم السابع من أكتوبر الذي أدى إلى اندلاع الحرب، قائلا إن إسرائيل تخوض المعركة "بكل قوتها".

وكانت إسرائيل تعهدت بإنهاء حكم حماس المستمر منذ 16 عاما في غزة وسحق قدراتها العسكرية، في حين ألقت باللوم على المسلحين في الخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب على 2.3 مليون فلسطيني عالقين في القطاع المحاصر.

وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، حتى من أقرب حلفائها - الولايات المتحدة - مع دخول الحرب أسبوعها السادس.

ودعا تجمع من ممثلي 57 دولة عربية وإسلامية خلال قمة عقدت في السعودية يوم السبت إلى إنهاء الحرب.

ونظم ما يقدر بنحو 300 ألف متظاهر مؤيدين للفلسطينيين مسيرة سلمية عبر لندن، السبت، في أكبر تظاهرة من نوعها بالمدينة منذ بدء الحرب.

مستشفيات خارج الخدمة

في مدينة غزة، أبلغ سكان عن شن غارات جوية، وقصف مدفعي مكثف خلال الليل، وشمل ذلك المنطقة المحيطة بمستشفى الشفاء.

واتهمت إسرائيل، دون تقديم أي أدلة، حركة حماس بإخفاء مركز قيادتها داخل وأسفل "مجمع الشفاء الطبي"، وهي مزاعم نفتها حماس وموظفو المستشفى.

يقول أحمد البرش، أحد السكان الذين لجأوا إلى المستشفى، "أمضينا الليل ونحن مذعورون في انتظار وصولهم. إنهم في الخارج، وليسوا بعيدين عن البوابات".

نفد وقود آخر مولد بالمستشفى يوم السبت، ما تسبب في وفاة طفل مبتسر، وطفل آخر داخل حضانة، وأربعة مرضى، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وذكرت الوزارة أن هناك 37 طفلا آخرين معرضون لخطر الموت بسبب انقطاع الكهرباء.

وقال منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن قناصة إسرائيليين انتشروا في محيط مستشفى الشفاء، ويطلقون النار على كل من يتحرك داخل المجمع.

وأضاف أن غارات جوية دمرت عدة منازل بجوار المستشفى، ما أسفر عن مقتل طبيب وابنه وصهره.

وصرح البرش لقناة "الجزيرة" الإخبارية في مقابلة من المستشفى، بأن هناك جرحى في هذا المنزل لا يستطيع رجال الإسعاف الوصول إليهم.

وأضاف أنه لا يستطيع أحد إخراج رأسه من نافذة بالمستشفى.

كان الجيش الإسرائيلي أكد في وقت سابق وقوع اشتباكات خارج المستشفى، وقال إن الجنود سيساعدون، يوم الأحد، في نقل الأطفال المتواجدين هناك إلى مكان أكثر أمانا.

وقال الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، إن هناك ممرا آمنا مخصصا لإجلاء المدنيين من مستشفى الشفاء إلى جنوب غزة.

لكن بعض السكان الذين لجأوا إلى المستشفى يقولون إنهم يخشون الخروج.

وأضاف الجيش أن جنوده سيساعدون في عملية نقل الأطفال، مشيرا إلى أنه على اتصال مع العاملين بالمستشفى.

لم يتسن للأسوشيتدبرس التأكد بشكل مستقل من الوضع داخل المستشفى والمنطقة المحيطة به .

كما تقول وزارة الصحة في غزة إنه لا يزال هناك 1500 مريض داخل مستشفى الشفاء، إلى جانب 1500 عامل طبي، وما بين 15 و20 ألف شخص يبحثون عن مأوى هناك.

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن مستشفى القدس في مدينة غزة توقف عن العمل بسبب نفاد الوقود.

توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل قبل شهر، ومنعت إسرائيل دخول أي إمدادات وقود، قائلة إن حماس قد تستخدمها لأغراض عسكرية.

فر الآلاف من مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى تعرضت للهجوم، لكن أطباء قالوا إنه من المستحيل خروج الجميع.

وفي السياق، قال روبرت مارديني، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، "الوضع البائس الذي لا يطاق في مستشفى الشفاء هذا يجب أن يتوقف الآن".

وفي مكان آخر، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الدبابات الإسرائيلية كانت على بعد 20 مترا من مستشفى القدس في مدينة غزة، وهو ما تسبب في حالة من الذعر والخوف بين 14 ألف نازح لجأوا إلى هناك.

ومع عدم إمكانية الوصول إلى مستشفى الشفاء وغيره من المستشفيات، قال الأشخاص الذين لجأوا إلى أماكن أخرى في غزة إنهم معزولون عن رعاية الطوارئ.

وقالت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر، إن 6000 شخص، بينهم عائلات نازحة ومرضى وطاقم طبي، ما زالوا عالقين في المستشفى.

وقالت هبة المشلح، التي كانت تحتمي في مجمع للأمم المتحدة مع آلاف العائلات، إن غارة في وقت متأخرالسبت أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين.

وأضافت "الجرحى ينزفون ولا يستطيع أحد أن يأتي لمساعدتهم"، موضحة أن القتلى دفنوا داخل المجمع.

وأكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إصابة أحد مجمعاته.

ولم تتمكن وكالات الأمم المتحدة من تقديم الخدمات في شمال غزة منذ أسابيع.

نتانياهو يرفض رؤية الولايات المتحدة

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، إن المسؤولية عن أي ضرر يلحق بالمدنيين في غزة تقع على عاتق حماس.

لطالما اتهمت إسرائيل الحركة باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ساعد في فتح ممر للمدنيين من أجل الخروج من مبنى خلال معركة بمدينة غزة، لكنه تعرض لإطلاق نار.

وأضاف أن جنوده ردوا بإطلاق النار، وقتلوا مسلحين.

بدأ نتانياهو، يوم السبت، في تحديد الخطوط العريضة لخطط إسرائيل لفترة ما بعد الحرب في غزة، والتي تتناقض بشكل حاد مع الرؤية التي طرحتها الولايات المتحدة.

وقال نتانياهو إن غزة ستكون منطقة منزوعة السلاح، وستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية فيها مع القدرة على دخول غزة من البحر لمطاردة المسلحين.

كما رفض فكرة سيطرة السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل في الوقت الحالي، على غزة في مرحلة معينة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال إن بلاده تعارض إعادة احتلال إسرائيل لغزة، وترى أنه من المناسب تشكيل حكومة فلسطينية موحدة في غزة والضفة الغربية ضمن خطوة نحو إقامة دولة فلسطينية.

كانت حكومة نتنياهو تعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية حتى قبل الحرب.

Email