تقارير البيان
انتصار تونسي على الإرهاب
استبشر الشارع التونسي، أمس، بالإعلان رسمياً عن القبض على الإرهابيين الخمسة الهاربين من سجن المرناقية، غربي العاصمة.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن قوات مشتركة من الأمن والجيش تمكنت فجر أمس، من إلقاء القبض على أربعة إرهابيين في منطقة جبل بوقرنين، بعدما كانت أمسكت بالخامس قبل ثلاثة أيام في منطقة حي التضامن بمساعدة عدد من السكان المحليين.
وأكدت الوزارة أن تشكيلات مختلفة من الشرطة والحرس الوطني والجيش تمكنت من القبض على الأربعة الإرهابيين الفارين خلال تحصنهم بجبل بوقرنين وهم أحياء.
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيّد، اعتبر أن ما حدث يوم 31 أكتوبر الماضي، كان تهريباً وليس فراراً.. وأن كل القرائن تشير إلى أن العملية تم التدبير لها منذ أشهر طويلة.
وأضاف سعيّد: ما حصل ليس مقبولاً، وهناك تقصير من الأجهزة والأشخاص ويجب ملاحقتهم ومحاكمتهم. وتابع، إن على من يعتقد أنه سيربك الدولة بتواطئه مع جهات أجنبية وأطراف في الداخل، أن يعلم بأن الدولة التونسية لا يمكن إرباكها.
وينتظر التونسيون أن تقوم الجهات الأمنية والقضائية بنشر اعترافات الإرهابيين الخمسة، لمعرفة تفاصيل الواقعة التي أثارت سجالاً مجتمعياً حاداً على مختلف الصعد، نظراً لغرابتها ولخطورة العناصر الإرهابية المتورطة في عمليات اغتيال الزعيمين السياسيين شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، وعدد من الأمنيين والمدنيين في العام 2013.
وبيّن الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية، فاكر بوزغاية، أن النيابة العمومية هي القادرة على كشف ملابسات هروب الإرهابيين للرأي العام في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن عملية القبض على الإرهابيين كانت نتيجة عمل متواصل على مدار 6 أيام تمّ خلالها تطويق المجموعة في جبل بوقرنين.
ويرى مراقبون، أن قضية الإرهابيين الخمسة، لا تزال مثاراً للتساؤلات، نظراً للظروف المعقدة التي تم تهريبهم فيها، مقابل سهولة القبض عليهم في مناطق تعتبر جزءاً من الحيز الإداري للعاصمة.
وقال محللون سياسيون، لـ«البيان» إن، الكشف عن هويات المتورطين في تهريب الإرهابيين وتفاصيل الواقع بات مطلباً شعبياً ملحاً، لاسيما أن هناك إشارات رسمية على وجود أطراف داخلية وخارجية تحالفت للقيام بالعملية بهدف إرباك الوضع السياسي والأمني التونسي.
وأوضح المحلل السياسي، عمر الحاج علي، أن تونس حققت انتصاراً كبيراً على الإرهاب بالقبض على الإرهابيين الخمسة أحمد المالكي، وعمر البلعزي، ورائد التواتي، وعلاء الدين غزواني، ونادر الغانمي.
في المقابل، أبرز الناطق الرسمي باسم هيئة السجون والإصلاح التونية، رمزي الكوكي، أنه «تم اتخاذ إجراءات لفتح أبحاث قضائية وإدارية لتحميل المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في عملية التهريب»، مردفاً أن «الحادثة معزولة وسابقة لن تتكرر».