أكد شهود أن حريقا هائلا اندلع أمس الأربعاء بالقرب من مجمع عسكري يضم مصنع أسلحة في جنوب الخرطوم يقاتل الجيش السوداني للدفاع عنه في واحدة من أعنف المعارك بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أسابيع.
وقال الشهود إن قوات الدعم السريع، التي تخوض صراعا على السلطة مع الجيش للأسبوع الثامن، هاجمت مجمع اليرموك مترامي الأطراف الذي يحظى بحراسة مشددة أمل أمس الثلاثاء.
ونشرت هذه القوات اليوم الأربعاء مقاطع مصورة قالت فيها إنها استولت على مستودع مليء بالأسلحة والذخيرة فضلا عن عدد من نقاط الدخول للموقع.
وذكر الشهود أن الجيش شن ضربات جوية في محاولة لصد تقدم قوات الدعم السريع.
واحتدم القتال في المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، الخرطوم وبحري وأم درمان، منذ انتهاء وقف إطلاق نار استمر 12 يوما رسميا في الثالث من يونيو بعد انتهاكه بشكل متكرر.
وقال نادر يوسف، الذي يسكن بالقرب من اليرموك، لرويترز عبر الهاتف "منذ أمس اندلعت معركة عنيفة شهدت استخدام الطائرات والمدفعية واشتباكات على الأرض وتصاعد أعمدة الدخان".
وأوضح أنه نظرا لقرب مستودعات الوقود والغاز "فإن أي انفجار يمكن أن يدمر السكان والمنطقة بأكملها".
وقال ساكن آخر يعيش بالقرب من المستودعات إن الحريق الذي نشب في الصباح استعر فجأة قبل غروب الشمس الأربعاء مع سماع دوي انفجارات.
وأكد نشطاء في المنطقة أن الحرائق نجمت عن قصف مستودعات الوقود والغاز، وأن المنازل في المنطقة أصيبت بالقذائف والرصاص الطائش.
وذكر سكان في أم درمان وبحري، على بعد 15 كيلومترا تقريبا، أنهم استطاعوا رؤية ألسنة اللهب المتصاعدة بعد حلول الظلام في اليرموك.
نشر الصراع الفوضى والدمار في العاصمة وفجر موجات جديدة من العنف في إقليم دارفور غرب البلاد الذي يعاني من الاضطرابات بالفعل منذ فترة طويلة، وتسبب في نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص.
وانهارت معظم الخدمات الصحية والنظام المصرفي، كما تنقطع إمدادات الكهرباء والمياه كثيرا، وتنتشر أعمال النهب. وتتضاءل إمدادات المواد الغذائية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأربعاء إنه جرى إجلاء حوالي 297 طفلا من دار المايقوما للأيتام في الخرطوم والذي يقع في منطقة تشهد مواجهات عنيفة.
وذكرت رويترز في وقت سابق أن عشرات الأطفال ماتوا في الدار منذ بدء الحرب بسبب الجفاف وسوء التغذية وأن الدار كانت تؤوي نحو 400 طفل قبل اندلاع الصراع.
وقال نشطاء في بحري إن كثيرين نزحوا عن ديارهم نتيجة انقطاع المياه المتكرر لأكثر من 50 يوما، ليجدوا أنفسهم في مواجهة نيران الحرب أثناء بحثهم عن المياه.
ونزح أكثر من 1.4 مليون شخص من ديارهم داخل السودان، بينما فر 476800 آخرون إلى بلدان مجاورة يعاني معظمها بالفعل من الفقر والصراعات الداخلية، وفقا لتقديرات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة يوم الثلاثاء.
وسجلت وزارة الصحة السودانية مقتل ما لا يقل عن 780 مدنيا في نتيجة مباشرة للصراع. وقُتل مئات آخرون في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. ويقول المسؤولون الطبيون إن هناك عددا كبيرا من الجثث لم يتم جمعها بعد أو تسجيلها.