أسبوع عاصف.. أوكرانيا ترجّح تكثيف الهجمات الروسية قبل قرار ترشيحها للاتحاد الأوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رجّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد أن تُكثّف روسيا هجماتها هذا الأسبوع في أوكرانيا، قبل أيام من محادثات للاتحاد الأوروبي ستفضي إلى قرار بشأن طلب انضمام كييف إلى التكتّل.

وأوصت المفوضية الأوروبية الجمعة الماضية بمنح أوكرانيا صفة دولة مرشحة. ويتعين أن توافق جميع الدول الأعضاء الـ 27 على التوصية. ومن المرتقب اتخاذ القرار النهائي في قمة للاتحاد الأوروبي ستُعقد يومي الخميس والجمعة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده على موعد مع فرصة تاريخية لأن تصبح دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ولكنه حذر في الوقت نفسه من أن بلاده ستواجه معارك حامية الوطيس.

وأضاف، في خطاب بالفيديو الليلة الماضية، :"نبدأ أسبوعا تاريخيا حقا، حيث سنسمع رأي الاتحاد الأوروبي بشأن منح أوكرانيا صفة دولة مرشحة".

وحذر من أنه من المتوقع أن يؤدي هذا إلى قيام روسيا بتصعيد القتال. وقال :"ستكثف (روسيا) بشكل حاسم أعمالها العدائية هذا الأسبوع، ليس فقط تجاهنا، ولكن أيضا تجاه دول أخرى في أوروبا". وأكد في الوقت نفسه أن أوكرانيا مستعدة وتحذر شركاءها.

ولفت إلى أن روسيا تحشد قواتها تجاه خاركيف وزاباروجيا، وهما مدينتان تقعان في منطقة شرق أوكرانيا التي تسكنها أغلبية ناطقة بالروسية. واحتلت القوات الروسية بالفعل أجزاء من المدينتين.
 

وأضاف "منذ 1991، لم يكن هناك سوى القليل من القرارات بأهمية القرار الذي ننتظره اليوم بالنسبة لأوكرانيا"، مشيرًا إلى أنه "مقتنع بأن ردا إيجابيا فقط سيصب في مصلحة أوروبا بأسرها".

وبعد توصية المفوضية الأوروبية الجمعة بمنح أوكرانيا وضع مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تجتمع الدول الأعضاء في التكتل الخميس والجمعة لتقرّر ما إذا كانت ستمنح كييف رسميًا وضع المرشحة. ويتطلب صدور القرار إجماع الدول الـ27 الأعضاء.

وقال زيلينسكي "نتوقّع أن تُكثّف روسيا هجماتها هذا الأسبوع"، مضيفا "نحن مستعدون".

وبحسب زيلينسكي، تقوم موسكو بإعادة تجميع لقواتها "في اتجاه خاركيف (شمال شرق) ومنطقة زابوريجيا (جنوب)، ولا تزال تقصف منشآتنا للوقود"، لكن القوات الأوكرانية "تردّ على هذه الهجمات"، مقرّا في الوقت نفسه بوقوع "خسائر كبيرة".
لكنه أضاف "جيشنا صامد".

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن الروس "حاولوا اختراق منطقة توشكيفكا، نجحوا بشكل جزئي، لكن مدفعيتنا ردّت ويمكننا القول إن محاولة الاختراق لم تنجح".

وتقع توشكيفا جنوب ليسيتشانسك التي يفصل نهر دونيتس فقط بينها وبين سيفيرودونيتسك.
في ليسيتشانسك، تكثر المؤشرات على استعدادات للقتال في الشوارع، إذ يحفر الجنود حفرا وينصبون أسلاكًا شائكة، فيما تنشر الشرطة مركبات في الشوارع لإبطاء حركة المرور.
ونفى غايداي الأحد عبر تلغرام أن يكون الروس سيطروا على كامل سيفيرودونيتسك، لكنه قال "في الواقع، هم يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة".
وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد "حرّرت وحدات من الميليشيا الشعبية لـ+جمهورية لوغانسك الشعبية+ بدعم من القوات المسلحة الروسية، بلدة ميتيكينو" جنوب شرق سيفيرودونيتسك.
ويدور قتال ضار في محيط هذه المنطقة بهدف الاستيلاء على كامل منطقة دونباس التي يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على جزء منها منذ 2014، والتي تتألف من منطقتي لوغانسك ودونيتسك .
جنوبًا، يؤكّد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية "العاجزة عن التقدّم على الأرض" تواصل عمليات القصف.
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية الأحد أن قواتها قصفت مدينة ميكولايف الجنوبية بصواريخ كروز ودمّرت "عشرة مدافع هاوتزر من عيار 155 ميليمترًا وما يصل إلى عشرين مركبة مدرّعة قدّمها الغرب إلى نظام كييف خلال الأيام العشرة الأخيرة". ولم يكن التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلّة ممكنًا.
 

 عودة الفحم

ولا تزال مدينة ميكولايف الجنوبية الصناعية التي كان يسكنها نحو نصف مليون شخص قبل الحرب، تحت السيطرة الأوكرانية، لكنها قريبة جغرافيًا من منطقة خيرسون التي أصبحت تحت السيطرة الروسية بشكل شبه كامل.

وتسعى موسكو الى السيطرة على ميكولايف التي تقع على الطريق المؤدي إلى أوديسا - أكبر ميناء في أوكرانيا على بعد 130 كيلومترًا جنوب غرب مولدافيا - ولا يزال هو الآخر تحت السيطرة الأوكرانية. وتشكل أوديسا محورا في النقاش الجاري بشأن الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية وعرقلة تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.

واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين أن روسيا يجب أن "تُحاسب" إذا واصلت عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، واصفا الأمر بأنه "جريمة حرب حقيقية".

وحذّر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية الأحد من أنّ الحرب قد تستمرّ "سنوات"، داعيًا الدول الغربية إلى توفير دعم طويل الأمد لكييف.

وفي مواجهة الاتحاد الأوروبي، تملك موسكو سلاحا قويا يتمثل بمخزون موارد الطاقة التي كانت تعتمد عليه معظم دول التكتل قبل الحرب. وتسعى بعض الدول مثل ألمانيا إلى التعويض عن تراجع شحنات الغاز الروسي حتى لو كان ذلك سيعني اللجوء إلى حلول أكثر تلويثًا.

وقال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك الأحد "من أجل تخفيف استهلاك الغاز، يجب استخدام كميات أقل من الغاز لإنتاج الكهرباء. بدلًا من ذلك، يجب استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بشكل أكبر"، رغم إعلان حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس أن البلاد ستتخلى عن الفحم بحلول العام 2030.

وتابع "إنّه أمر مرير لكن ضروري من أجل تقليل استهلاك الغاز"، مضيفًا "يجب ألا تكون لدينا أوهام، فنحن في مواجهة مع بوتين".

وأعلنت الحكومة النمسوية الأحد أنها ستعيد تشغيل محطة "ميلاخ" للطاقة التي كانت تعمل بالفحم الحجري، بسبب النقص في إنتاج الكهرباء الناجم عن خفض واردات الغاز الروسي.

وأغلقت محطة ميلاخ التي كانت آخر محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري في النمسا في ربيع عام 2020، بعد أن تخلصت الحكومة تدريجيا من الطاقة الملوثة في محاولة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمئة.

واختارت قطر الأحد، في خضم الأزمة الأوكرانية وأزمة الطاقة الناتجة عنها، مجموعة "إيني" ENI الايطالية التي تعتمد أيضًا بشكل كبير على شحنات موسكو، للانضمام إلى مجموعة "توتال إنرجيز" الفرنسية في مشروع "نورث فيلد ايست" North Field East الذي يهدف إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 60% للدولة الخليجية بحلول العام 2027.
 

 

Email