حذر العلماء من احتمال حدوث ارتفاع كبير في حوادث السيارات المميتة خلال كسوف الشمس في شهر أبريل القادم.
وقام الباحثون في جامعة تورنتو بتحليل بيانات حركة المرور على الطرق منذ كسوف الشمس عام 2017، ووجدوا أن هناك أكثر من 1000 حالة وفاة إضافية على الطرق في جميع أنحاء الولايات المتحدة قبل ثلاثة أيام من الحدث الكوني وبعده.
ويبلغ متوسط وفيات السيارات في الولايات المتحدة كل يوم حوالي 114 شخصًا، ولكن ارتفع العدد إلى 189 شخصًا كل يوم خلال أسبوع كسوف الشمس قبل أربع سنوات.
سيشهد كسوف 8 أبريل سفر أكثر من 3.7 ملايين شخص إلى واحدة من 14 ولاية لمشاهدة كسوف الشمس، بما في ذلك ماين وكنتاكي وأيداهو وميشيغان وبنسلفانيا وتكساس.
وستشهد تكساس أكبر عدد من المسافرين، حيث يصل عددهم إلى نحو 270 ألفاً إلى ما يقدر بمليون زائر، بسبب موقعها المتميز لمشاهدة الكسوف، بينما ستستقبل إنديانا ما بين 131 ألفاً و522 ألف شخص.
وعلى الرغم من وجود خدمات تأجير السيارات وخيارات حجز الفنادق، إلا أن التكاليف ارتفعت بشكل كبير، خاصة في دالاس، حيث كانت هناك زيادة بنسبة 571% في حجوزات الفنادق للأيام التي سبقت كسوف الشمس.
ارتفعت أسعار الفنادق في واكو بولاية تكساس بنسبة هائلة بلغت 81 بالمائة، بينما ارتفعت الأسعار في كليفلاند وأوستن أيضًا بنسبة 33 و34 بالمائة على التوالي.
وفقًا للتقرير، كانت المخاطر المرورية المتزايدة بشكل عام مماثلة لتلك التي لوحظت في العطلات الكبرى بما في ذلك عيد الشكر، ويوم الذكرى، وعطلة نهاية الأسبوع في الرابع من يوليو.
وسيكون المشهد مرئيا لما يقدر بنحو 32 مليون شخص على طول طريق ضيق عبر أمريكا الشمالية والوسطى.
وسيكون هذا أول ظهور من الولايات المتحدة منذ أغسطس 2017، والذي شهد أيضًا زيادة بنسبة 95% في المخاطر المرورية في وقت حدوث الكسوف.
وفي الساعة التي سبقت الحدث، ارتفع عدد حوادث الاصطدام فوق المتوسط، لكنه انخفض إلى أقل من المتوسط خلال الكسوف ثم ارتفع إلى نسبة صادمة بلغت 50% فوق المتوسط بعد ذلك.
وقال الدكتور دونالد ريدلماير، المؤلف المشارك للتقرير، وأستاذ الطب في جامعة تورنتو، لموقع Live Science : المشكلة تكمن في ساعات الكسوف، وعندما يسافر الأشخاص إلى مكان يستطيعون فيه مراقبة الظاهرة.
وأضاف: "نحن قلقون بشكل خاص بشأن رحلات العودة إلى المنزل".
ولوحظ أكبر ارتفاع في الساعة التي سبقت الكسوف لأن ملايين الأشخاص غادروا في نفس الوقت، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 50% مقارنة بمتوسط اليوم.
وفقًا للباحثين، لم يكن من المحتمل أن تكون الزيادة في الحوادث المميتة بسبب الإضاءة المحيطة، بل بسبب زيادة عدد الأشخاص على الطريق.
تشمل العوامل المحتملة الأخرى الأشخاص الذين يقودون سياراتهم على طرق غير مألوفة، والسرعة لرؤية الكسوف في الوقت المحدد، والتشتت أثناء القيادة أثناء محاولتهم رؤية الكسوف.
فحصت الدراسة الجديدة بيانات من الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة لجميع الحوادث المميتة في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال فترة الثلاثة أيام من الكسوف الأخير وقارنتها بثلاثة أيام من الأسبوع السابق والتالي.
قد يكون العدد الكبير للوفيات مجرد جزء من القصة، لأن العلماء لم يتمكنوا من الحصول على معلومات حول عدد الحوادث الأقل خطورة، قائلين: "ليس لدينا بيانات عن ذلك".
ومع ذلك، حذر الباحثون من أنه حتى لو لم يشاهد السائقون الكسوف، فيجب عليهم توخي الحذر من السائقين الآخرين الذين حضروا الحدث.
يأتي التقرير بعد أن أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية تحذيرًا من السفر، قائلة إن المطارات التي تقع على خط المسار الكلي لكسوف الشمس قد تواجه تأخيرات وإعادة توجيه من 7 أبريل إلى 10 أبريل.
ويشمل التحذير مطار دالاس فورت وورث الدولي الذي من المتوقع أن يكون مركزًا رئيسيًا للمسافرين القادمين لمشاهدة الكسوف والذي يستضيف بالفعل أكثر من 200 ألف مسافر يوميًا.
كما أعرب مسؤولون أمريكيون عن مخاوفهم من احتمال انقطاع خدمة الهاتف المحمول بسبب 3.7 ملايين شخص من المتوقع أن يسافروا إلى المناطق التي تستضيف "كسوف أمريكا الشمالية العظيم".