عوالم كتاب

«جنة الدنيا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أجمل الحياة وأنت تهنأ فيها وتسعى قُدُماً في أراضيها معلقاً قلبك بالسماء دوماً تحتسب في كل خطوة ونَفَسٍ في حدائقها الغنّاء؛ كتاب «جنة الدنيا» يهديك السبيل إليها بقلب مُشفق قريب جداً في رحلة البحث والوصول إليها.

بعد الإهداء تبدأ د.هبة يس بالتساؤل «لماذا خلقنا؟» توضح فيه الإجابة من القرآن والسنة، وأن أفضل الدعاء هو الحمد؛ فقد خُلقنا لنستمتع بالحياة؛ لتكمل في «الحياة حلوة» الاستدلال من القرآن الكريم وتقف على الآيات التي توضح أن الإيمان والتقوى والتصديق وطلب العلم واتباع الهدى والعمل الصالح هو السبيل للخيرات والنعيم في الدنيا قبل الآخرة، وتتابع في «كيف أدخل جنة الدنيا؟» التفصيل فيما يوصي به الله بكلامه، وهو جهاد النفس واتباع الهدى والإسراع إليه والاعتصام بالله وطاعته وخشيته وعمل الخير والإنابة إليه دوماً ثم توضح صفات من حقت عليهم الضلالة وكما يقول الشاعر:

عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ لَكِنْ لِتَوَقّيهِ

وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشّرَّ منَ الناسِ يقعْ فيهِ

وفي العنوان الآتي تقف عند معنى «كبد» في الآية القرآنية؛ فتوضح سعة معنى الكلمة بقول أهل العلم وكيف أنها تعني المشقة وتعني ضرورة السعي وتعني أيضاً الاستقامة والاعتدال في المشي والخلقة وهو الراجح، وتؤكد ذلك من خلال وقوفها على السياق القرآني؛ فالمعنى إيجابي ثم تقف أكثر على العبارات والمفاهيم الخاطئة التي يتداولها الناس وتصححها؛ لتنتقل إلى «ادعوني أستجب» وتذكرك أن ضعف اليقين حال الدعاء هو السبب في تأخر استجابة الدعاء، وتناقش أكثر المفاهيم الخاطئة حول الدعاء والاستجابة؛ فـ«كلمة السر... القلب».

تفنّد «موانع دخول جنة الدنيا» وهي: (1) الإجبار، (2) الشرك بالله، (3) الشرك مع الله، (4) حد الحرية، (5) حد التكريم، (6) الحسد، (7) الإصرار على المعاصي، (8) العقل الجمعي، (9) التعلق، وتختم بـ«عوامل مساعدة لدخول جنة الدنيا» وهي: (1) رادارات العقل، (2) الجهاد بالنفس، (3) الشكر والامتنان، (4) أسرار الغنى والحرية المالية.

كتاب تربوي يستقي من الكتاب والسنة ويخاطب المجتمع بلغته القريبة بطرح عميق؛ يؤكد لك إمكانية العيش في الجنة وأنت في الدنيا بضوابط واضحة وطريق ممهد وأنت تختار إما الهناء أو الشقاء لبلوغ جنة الآخرة.

 

Email