حطام وإنقاذ بين الأمل والألم في زلزال تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاولت زليخة حيصير التحدث لكنها بالكاد تمكنت من التحرك بعد ساعات من إنقاذها اليوم "الثلاثاء" بالقرب من مركز الزلزال القوي الذي دمر عدة مناطق من تركيا وسوريا.

تسارعت نظرات المرأة البالغة من العمر"58" عاماً في صدمة تارة وارتياح تارة أخرى بينما كان طاقم الإنقاذ يغطي جسدها البارد بغطاء باللونين الوردي الفاتح والأخضر. وقد نجت من درجات الحرارة المنخفضة في قهرمان مرعش.

وقال ابنها مفيد حيصير، بنبرة تفاؤل،إن عناصر الإطفاء الذين وصلوا من أنطاليا قد أنقذوا ذويه.

وأضاف "قبل ساعتين تم إنقاذ شقيقي بعد مجهود استمر ست ساعات. واستغرق إنقاذ أمي ساعتين. كلاهما بخير".

تجمعت حشود في مواقع الحطام بجميع أنحاء تركيا وسط أجواء باردة انتظارا لخروج المزيد من الناجين. حتى أولئك الذين خرجوا أو نجوا من الانهيار في الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، والذي وقع "الإثنين"، وتوابعه القوية، اضطروا الآن إلى النوم داخل سيارات في الهواء الطلق أو في ملاجئ حكومية.

في بلدة نورداغي، قال سكان فقدوا ذويهم إنه كان من الممكن إنقاذ أقربائهم إذا وصلت فرق الإنقاذ في وقت مبكر. وكانت هناك قضبان فولاذية بارزة من الخرسانة المدمرة التي كانت فرق الإنقاذ تعمل حولها في البلدة الواقعة في واد أخضر أسفل التلال المغطاة بالثلوج.

وصاحت نيلوفر ساريغوز، واضعة وجهها بين يديها وهي، تبكي، "أختي لديها أربعة أطفال. ولديها أخت زوجها وأصهارها وأبناء إخوتها وبنات أختها، لقد ماتوا جميعا. لقد ماتوا جميعا".

وبكى رجال وهم يرفعون أيديهم للدعاء لأربعة متوفين تم لف جثامينهم بأغطية ثقيلة ووضعها في مؤخرة شاحنة بيضاء.

وتتوق هافا توبال "16 عاما" لمعرفة أخبار عن عمها وزوجته وأطفاله الذين كانوا في مبنى محترق.

وقالت "لم نسمع شيئا "عنهم"، ولا أخبار. انهار المبنى بعد الزلزال ثم اندلع حريق بعد 15 إلى 20 دقيقة. لم يأت عناصر إطفاء ولا حفارات. حاولنا إنقاذهم بأنفسنا، من خلال رش المياه بالأطباق".

وأضافت في وقت لاحق قائلة "تم انتشال زوجة صاحب المنزل بالأمس...لقد تفحموا، تمزقوا إربا، وفي حالة مروعة".

Email