رحلة «كعكة العسل» الروسية إلى العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد تكون «ميدوفيك» أو «كعكة العسل» أشهر كعكة روسية في العالم اليوم، وقد وصلت تلك الكعكة إلى العالمية وأصبحت متوفرة في أفضل المطاعم بفضل مكوناتها وطعمها اللذيذ. 

يفيد الكاتبان المتخصصان في المطبخ الروسي، بافل وأولغا سيوتكين، في صحيفة «موسكو تايمز» أن سر جاذبيتها في مكونها الرئيسي الذي يمنحها نكهة ورائحة مميزتين، أي العسل، هذا عدا طعم خبز الزنجبيل الذي تم تناقله عبر القرون في روسيا.

وقد أطلقت عليها الجدات الروسيات تسميات عدة، مثل «الكعكة الحمراء» أو «النحلة الصغيرة» أو «زغب العسل»، وتناقلت وصفاتها من جيل إلى جيل، بحيث يمكن صنعها اليوم بأشكال لا حصر لها: بالجوز والكراميل والشوكولاته، ثم مع مرور الزمن، أضاف الطهاة في مطاعم موسكو أشياء مثل هريس الموز أو البرقوق إلى الكعكة، وهناك بينهم من وضع الكمأة في الصقيع أو زينها بالميرانغ أو حتى بورق الذهب، هذا عدا وصفات غريبة كفطيرة كبد دجاج بين طبقات الكعك. 

وتبقى أصول الكعكة لغزاً محيراً، إذ تفيد نسخة واحدة على الإنترنت أن روسيا مدينة في اكتشافها لزوجة ألكسندر الأول إليزابيث أليكسيفنا. وتلك الحكاية كانت تدور منذ مدة طويلة، وكان قد تم سرد قصص مماثلة لها عن كعكة الإمبراطورية النمساوية وكعكة كييف الأوكرانية. 

وفي حالة كعكة العسل، من المفترض أن زوجة القيصر وقعت ضحية طاهٍ جديد لم يكن على علم بأنها تكره العسل، ولكن بعد تناولها قضمة من الكعكة وقعت في حب النكهة الروسية التي لم تكن تعرفها، لأنها كانت أميرة من بادن قبل زواجها. 

يؤكد الكاتبان أنه لم يتم تأكيد هذه القصة في أي من المصادر أو المذكرات التاريخية، كما أن القصة غير محتملة للغاية، فألكسندر الأول لم تعجبه الوجوه الجديدة في دائرته الداخلية، كما أن طبيب الأسرة جاكوب فيليير مارس رقابة صارمة على طعام العائلة المالكة. 

وخلال بحثهما، لم يعثر الكاتبان على أي كعات عسل في أي كتاب طبخ من أوائل القرن التاسع عشر. وقد قاما بالتدقيق في كتب عدة: «قاموس الطبخ والتقديم وصنع الحلوى والتقطير (1797 -1795) للكاتب فاسيلي ليفشين، و«كتاب الطبخ الكامل الجديد»(1808)، و«الحلواني العام الكامل والخبير» (1811) للكاتب أي نافروتسكي. 

وبالتالي يعتقدان أن موضة كعكة العسل جاءت إلى روسيا بعد قرن تقريباً، وأنها ليست أصلية في المطبخ الروسي، إنما تكييف لكعكة أجنبية تناسب ذوق الروس في تناول العسل. 

وقد صنعت بشكل متكرر في القرن العشرين وكانت ذروة صناعتها خلال الحقبة السوفييتية عندما أصبحت الحلوى محلية الصنع مفضلة للجميع.

واللافت أنها كانت كعكة محلية من صنع المنزل، إذ لم يتم تقديمها في كافتيريا أو مطاعم الاتحاد السوفييتي، ولم يتم تضمينها في وصفات تقديم الطعام أو في «كتاب الطعام اللذيذ والصحي»، بل إن الوصفة الأولى لـ«ميدوفيك» في كتب الطبخ السوفييتية وردت في عام 1960 في كتاب «الأطباق الأوكرانية» المنشور باللغة الأوكرانية في كييف.

Email