كوريا الجنوبية تنجح في إطلاق صاروخها محلي الصنع في المحاولة الثانية.. فيديو

ت + ت - الحجم الطبيعي

 نجحت كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء في إطلاق صاروخها الفضائي المحلي الصنع "نوري" في المحاولة الثانية لوضع القمر الصناعي في المدار المستهدف، لتحقق إنجازا رئيسيا في البرنامج الفضائي للبلاد.

وتم إطلاق الصاروخ "نوري"، المعروف أيضا باسم "KSLV-II"، من مركز "نارو" للفضاء في بلدة "غوهيونغ" الساحلية الجنوبية في الساعة 3:59:59.9 عصرا، وتمت جميع مراحل الرحلة بنجاح، وفقا لوزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

كما نجح الصاروخ في نشر الأقمار الصناعية على ارتفاع 700 كيلومتر كما كان مخططا لها. ومن بين هذه الأقمار الصناعية، وصل قمر التحقق من الأداء بنجاح إلى مداره، وفقا للمسؤولين.

ووفقا للمعهد الكوري لأبحاث الفضاء الجوي، انفصلت المرحلة الأولى من الصاروخ بعد 123 ثانية من إطلاقه على ارتفاع 62 كيلومترا، ثم انفصلت الحمولة والمرحلة الثانية على ارتفاعي 202 كيلومتر و273 كيلومترا على التوالي.

وتم نشر القمر الصناعي للتحقق من الأداء بعد الإطلاق بـ 875 ثانية، أو 14 دقيقة و35 ثانية.

وقال "لي سانغ-ريول"، رئيس المعهد: «سارت جميع مراحل الإطلاق على نحو طبيعي»، وأضاف: «تم نشر الأقمار الصناعية على الارتفاعات والسرعات المحددة بالضبط».

وأكد المعهد أيضًا أن القمر الصناعي أجرى أول اتصال له مع محطة الملك "سيجونغ" الكورية الجنوبية في القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" بعد حوالي 40 دقيقة من الإطلاق.

وقال وزير العلوم "لي جونغ-هو" في مؤتمر إعلامي بمركز "نارو" للفضاء: «لقد حققنا لحظة تاريخية ليس فقط في تاريخ التكنولوجيا العلمية لكوريا الجنوبية، بل أيضًا في تاريخ البلاد بأكمله».

وقد أصبحت كوريا الجنوبية الدولة السابعة في العالم التي تطور مركبة إطلاق فضائية يمكنها حمل أكثر من طن من الأقمار الصناعية بالتكنولوجيا المحلية، بعد روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين واليابان والهند. وهذا يعني أيضًا أن كوريا الجنوبية قد أمنت الآن التكنولوجيا المستقلة الرئيسية لتطوير وإطلاق الصواريخ الفضائية التي تحمل أقمارًا صناعية محلية الصنع، مما يفتح حقبة جديدة في برنامج الفضاء في البلاد.

وأشاد الرئيس "يون سيوك-يول" بالإطلاق الناجح للصاروخ الفضائي المحلي الصنع، حيث قال "يون" للباحثين المشاركين في عملية الإطلاق في مؤتمر عبر الفيديو: «الآن، تم فتح مسار إلى الفضاء من كوريا الجنوبية».

وقال "يون" إن الحكومة ستؤسس وكالة للفضاء الجوي، وتدعم صناعة الفضاء على نحو منهجي.

وكان إطلاق اليوم الثلاثاء هو ثاني انطلاق للصاروخ "نوري" بعد فشل المحاولة الأولى لإطلاقه، حيث تم إطلاق الصاروخ في أكتوبر الماضي بنجاح ووصل إلى الارتفاع المستهدف، لكنه فشل في وضع القمر الصناعي الزائف في مداره، لاحتراق محرك المرحلة الثالثة في وقت أبكر مما كان متوقعا.

وقد عزز المهندسون بالمعهد الكوري لأبحاث الفضاء الجوي جهاز التثبيت لخزان الهليوم داخل الخزان المؤكسد من المرحلة الثالثة في الصاروخ. وفي هذه المرة، تم تحميل "نوري" بقمر صناعي للتحقق من الأداء يبلغ وزنه 162.5 كيلوغرامًا يهدف إلى اختبار قدرات الصاروخ، بالإضافة إلى أربعة أقمار صناعية مكعبة، من تطوير 4 جامعات كورية جنوبية لأغراض البحث الأكاديمي، إلى جانب قمر صناعي زائف آخر يبلغ وزنه 1.3 طن.

ومن المقرر أن يتم فصل الأقمار الصناعية المكعبة، الموضوعة حاليا على قمر التحقق من الأداء، بالتناوب بدءا من 29 يونيو، بعد تثبيت القمر الصناعي الرئيسي في مداره.

يُذكر أن كوريا الجنوبية، وهي إحدى الدول المتأخرة إلى حد ما في سباق تطوير الفضاء العالمي، استثمرت ما يقرب من 2 تريليون وون (1.8 مليار دولار أمريكي) في بناء الصاروخ "نوري" منذ عام 2010. وقد انتهت عمليات إطلاق الصواريخ في كوريا الجنوبية بالفشل في عامي 2009 و2010.

وفي عام 2013، نجحت كوريا الجنوبية في إطلاق صاروخها الفضائي الأول "نارو"، لكن مرحلته الأولى صنعت في روسيا.

وتهدف البلاد إلى إجراء 4 عمليات إطلاق أخرى لصواريخ من طراز "نوري" بحلول العام 2027. كما أطلقت كوريا الجنوبية دراسة جدوى أولية لصاروخ آخر بعد "نوري"، بهدف إرسال وحدة هبوط على سطح القمر إلى القمر في العام 2031.

Email