ظاهرة فلكية تحدث مرتين في العام

تعامد الشمس على معابد الأقصر يعلن بداية فصل الصيف

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت مدينة الأقصر، اليوم الثلاثاء، ظاهرة فلكية تتكرر مرتين في العام، حيث تشير الظاهرة الأولى التي شاهدها آلاف السياح داخل معابد الكرنك، اليوم 21 يونيو تعامد شمس الظهيرة لتنير ظلمة الغرف المقدسة داخل معبد الكرنك للإعلان عن بداية فصل الصيف، والتي تسمى بالإنقلاب الصيفي،

أما الظاهرة الثانية والمتوقع حدوثها في 21 ديسمبر العام الجاري ستشهد تعامد الشمس عبر البوابة الشرقية بنهاية المحور الرئيسي للمعبد للإعلان عن بداية فصل الشتاء.

وتؤكد تلك الظواهر الفلكية على براعة القدماء المصريين في علوم الفلك والهندسة، ليتم تصميم وتشييد المعابد على أسس علمية تم خلالها تحديد وجهتها نحو الشرق أو الغرب لتستقبل العديد من الظواهر الفلكية مثل تعامد الشمس والقمر، كما تشير الظاهرة التي شهدها معبد الكرنك اليوم إلى حلول فصل الصيف ليمثل عيد ميلاد الإله رع، وبداية موسم فيضان نهر النيل بالماء والطمي، وهو ما يعرف فلكياً بالانقلاب الصيفى، فيما يمثل بداية فصل الشتاء في الظاهرة الثانية 21 ديسمبر مولد "اوزير" وبداية موسم الزراعة والنبات وهو ما يعرف بالانقلاب الشتوي.

وأوضح الدكتور أحمد عوض الأكاديمي المصرى المتخصص فى رصد الظواهر الفرعونية بمعابد ومقاصير مصر القديمة، إعجاز المصري القديم، حيث أقام مقابر الملوك في موقعها بوادي الملوك على إمتداد المحور الرئيسي لمعبد "الكرنك" "بعيدا عن موقع مقابر الملكات في وادي الملكات بما يتخطى 1.5 كيلومتر"، ويميل محور معبد "الكرنك" بداية من قدس أقداسه إلى صرحيه الخارجيين بزاوية مقدارها 296.75 درجة قوسية مقاسة من باتجاه الشمال مع اتجاه حركة عقارب الساعة وهي ذات الزاوية التي تصل بين موقع معبد "الكرنك" وموقع مقابر "وادي الملوك" رغم أن المسافة بينهما تتخطى ال 6 كيلومترات.

وأضاف: المدهش هنا أن نجد أشعة شمس الغروب في يوم الإنقلاب الصيفي الموافق 21 من شهر "يونيو" تأتي بذات قياس زاوية ميل ذلك المحور الرئيسي للمعبد، وحينها تقترن أشعة شمس الغروب بمحور معبد "الكرنك" مرة واحدة في العام حيث تغرب في مواجهة صرحي المعبد على الجانب الآخر من نهر "النيل"، لتمد الوصال بين موقع قدس أقداس معبد "الكرنك" على محوره الرئيسي، بصفته المشرق الأول للشمس إبان أطوار الخلق الأولى، وموقع "وادي الملوك" بصفته المرفأ المقدس للشمس حين غروبها مرتحلة إلى عالم الأموات في الضفة الغربية للنهر المقدس وذلك على مشارف خاتمة رحلتها السنوية.

وأكد عوض، من المدهش أيضاً أن نجد المعبد الجنائزي للملك "أمنحوتب الثالث" وقد شيد غرب النهر المقدس على ذات المحور السابق، وهو بذلك يماثل معبد "الكرنك" حين يواجه شروق الشمس إبان الإنقلاب الشتوي الموافق 21 "ديسمبر" وأيضاً حين تغرب الشمس أعلى أركان قدس أقداسه على محوره الرئيسي، لافتاً إلى أن النصوص الدينية والتي تذكر تعبدات الموتى إلى غروب الشمس بما يأتي في ذات السياق المعماري، الفلكي السابق، ليمثل إعجاز أخر المصري القديم في علوم الفلك والمساحة والعمارة.

وأشار إلى أن مصر القديمة اشتهرت بتفردها في معرفة علوم وأسرار الفلك، ورصد ودراسة الأجرام السماوية، وتوصلوا إلى السنة الحقيقية بدقة، فقسموا الليل والنهار الى 12 ساعة ورصدوا الكواكب في السماء، وقسموا السنة إلى أيام وشهور وفصول، وكان لذلك دور مهم في حياتهم الدينية، وتدلنا الرسوم المنقوشة على المعابد القديمة، أن عمليات بناء المنشآت الدينية، كانت تبدأ برصد النجوم حتى يعرفوا الوجهة الصحيحة للمعبد الذي يقومون ببنائه، وتعرفوا على بعض الظواهر الطبيعية السماوية، ورصدوا ظاهرتي الخسوف والكسوف.

Email